دفاع عبد اللطيف وهبي، وزير العدل والأمين العام للأصالة والمعاصرة، عن “طوطو” تحت عنوان حرية التعبير، وتأكيد المعارضة البرلمانية على أن عزيز أخنوش رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، قد اشترى كل الأصوات وخصوصا الصحافة في صنف من أصنافها، حيث احتوى الجميع، بين الأمرين ترابط كبير هو ما سنوضحه في هذه الافتتاحية.
الهدف هو صناعة “التفاهة”، والمقدمة اللازمة لذلك هي منع الأصوات المعارضة، أو تدجين الأصوات حتى تغني بلحن واحد، أو “تُزمر” بالطريقة نفسها، ويصبح الوزير مثله مثل أي شخص يناقش بطريقة “العصافير”، فمن “تقاشر” مندوب الثقافة بتارودانت إلى الدفاع عن طوطو والحريات الفردية ثم الحديث عن “لا جدوى” مصفاة “سامير”.
دفاع وهبي عن طوطو بموازاة النقاش الدائر حول مدونة الأسرة، اتجاه نحو تمرير ما لا ينبغي تمريره من بنود تستهدف القيم المحلية والمغربية.
اليوم، ماذا سيقول وهبي بعد أن خرج طوطو يدافع عن فتيحة روتيني اليومي؟ لقد كتب في حسابه على أنستغرام “الحرية لفتيحة”، التي تتابع بتهمة نشر وبث محتوى يتضمن إخلالا علنيا بالحياء، بالنظر للمحتويات التي سبق أن نشرت، وبما أن طوطو لم يتابعه أحد، فمن حقه أن يدافع عن فتيحة، بل يعتبر ظلما أن تتابع هذه الأخيرة دون أن يتابع طوطو، الذي تفوه بكلام نابٍ في منصة مخصصة لمهرجان ثقافي بالرباط، ووجد من يدافع عنه.
إذن السلسلة الذهبية لصناعة التفاهة كالتالي: أخنوش يسكت أغلب الصحافة بشراء أغلبها ويسكتها ويجعل منها “طبالة وغياطة” أو “نكافات” بتعبير بنكيران، ووهبي وزير تابع لأخنوش، ووهبي يدافع عن طوطو وطوطو يدافع عن فتيحة وفتيحة تنتج محتوى سيئا للغاية والمحتوى يصل لأوسع قاعدة ممكنة.
غير أن صُنّاع التفاهة ينسون أنها سيف ذو حدين. مرة استضافت القناة الثانية، وهي قناة عمومية تمول من جيوب دافعي الضرائب، صاحب “أشهر” ضحكة بل أتفهها، الذي اشتهر على مواقع التواصل الاجتماعي. فكونه حقق نسبة مشاهدة كبيرة شيء واستضافته في قناة عمومية شيء آخر. روبورتاج كامل عن شخص كل رأسماله “ضحكة”، ولم يتم إدراج الروبورتاج في إطار نقد المحتوى التافه. استضافته تعني إعطاءه مصداقية.
لكن أين وصلنا مع استضافة التافهين في منصات الإعلام العمومي؟ صاحب أشهر وأغبى ضحكة روج لضحكته وأصبح “مرفحا” ومرفها، وأطلق العنان لفمه، الذي شرع في إصلاح أسنانه لكلام خطير في حق مؤسسات الدولة ورموزها. شخص تم ترميزه وإعطاؤه المصداقية من الإعلام العمومي وخرج من عقاله وأصبح يخرف بما لا يعرف. كمن يربي أفعى في بيته أو يربي كلبا خطيرا فعندما تكبر الأفعى وتشعر أنها قوية بما تحتويه من سموم تعض صاحبها وتجرب فيه القتل، وكذلك الكلب من الفصيلة الخطيرة لما يصاب بالسعار يعض صاحبه أو يقتله. فحذار من صناعة التفاهة إنها تقتل مثل السرعة التي تسير بها السيارات والحكومة.