يشكل معرض “تراث الفتوى بالمغرب وإفريقيا”، المنظم على هامش الندوة العلمية الدولية في موضوع “ضوابط الفتوى الشرعية في السياق الإفريقي”، مناسبة لإبراز غنى وتنوع تراث الفتاوى والنوازل بالمغرب وباقي البلدان الإفريقية.
ويهدف المعرض، الذي ينظم من طرف مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، إلى إعطاء لمحة عن التواصل العلمي على مدى قرون عديدة، وهو ما يؤكده انتقال المخطوطات، والعلماء، والتقاليد العلمية بين المغرب والبلدان الإفريقية.
وقال المسؤول عن المعرض، والخبير بمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد المغراوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا المعرض يروم تسليط الضوء على عمق العلاقات المغربية الإفريقية في مجال تراث الفتوى والنوازل، مشيرا إلى أن الزائرين ستكون لهم فرصة اكتشاف مخطوطات مغربية وأندلسية وإفريقية متنوعة.
وأكد المغراوي أن هذه المخطوطات تغطي أزيد من ألف سنة من الإنتاج الفكري، ومنها مخطوطات تعود الى ما قبل القرن الخامس الهجري، وإلى غاية آخر ما أنتجته المطبعة الحجرية بفاس، التي كانت أول مطبعة تدخل إلى المغرب في أواخر القرن التاسع عشر، والتي ساهمت في إصدار العديد من الكتب في هذا المجال.
وأبرز المغرواي أن هذه المخطوطات جميعها مأخوذة من ثلاثة خزائن مرموقة بالمغرب، تتمثل في الخزانة الملكية بالرباط، وخزانة القرويين بفاس، والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مضيفا أن المعرض يعد فرصة للزائرين من اجل الاطلاع على فنون صناعة الكتاب بالمغرب، خصوصا أن بعض المخطوطات المعروضة تمت العناية بها بشكل كبير من ناحية جودة الخط والزخرفة.
يذكر أن المعرض ينظم على هامش الندوة العلمية الدولية حول موضوع “ضوابط الفتوى الشرعية في السياق الإفريقي” التي تستمر أشغالها إلى 10 يوليوز الجاري.
ويعكس هذا التراث الإفتائي والنوازلي عملية الاجتهاد الفقهي التي لم تتوقف مسيرتها ، وظلت مواكبة لجميع ما يقع في المجتمعات الإسلامية من نوازل وقضايا مستجدة، يتم الاجتهاد فيها من طرف علماء راسخين مشهود لهم بالأهلية في الإفتاء بما استجمعوا من شروطه.
يشار إلى هذه الشواهد المعروضة لا تمثل سوى النزر اليسير من التراث الهائل الذي تختزنه دور المخطوطات في المغرب والقارة الإفريقية في الفتاوى والنوازل، وفي غيرها من مجالات المعرفة الإسلامية، وهو تراث أخذت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة على عاتقها مهمة التحسيس بقيمته، والعمل على إيجاد السبل لصيانته وحمايته ليظل رصيدا حضاريا للأجيال القادمة في عموم القارة الإفريقية