مع تفاقم ظاهرة الهدر الغذائي خلال شهر رمضان المبارك، تتجه العديد من المقاولات الناشئة في المغرب إلى تطوير حلول مبتكرة للحد من إهدار الطعام، من خلال تقنيات متقدمة ومبادرات اجتماعية تهدف إلى تحسين إدارة المخزون وتعزيز ثقافة الترشيد والاستهلاك المسؤول.
من بين هذه المبادرات الرائدة، تبرز تجربة “Foodeals MEA”، وهي مقاولة ناشئة يقودها ياسين بن طالب، تقدم منصة رقمية تتيح للتجار والمطاعم والأسواق الكبرى إدارة تواريخ انتهاء الصلاحية بشكل فعال، ما يسهم في تقليل الفائض وتوجيهه نحو البيع أو التبرع.
في حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح بن طالب أن المنصة تقدم مسارين رئيسيين:
1. البيع بأسعار مخفضة للمنتجات القريبة من تاريخ الانتهاء.
2. التبرع بالفائض الغذائي للجمعيات الخيرية وبنوك الطعام.
وقال بن طالب: “من خلال منصتنا، نربط بين التجار والمستهلكين المهتمين بتوفير المال والحد من هدر الموارد، كما نسهل عمليات التبرع للفئات المحتاجة لتعزيز الأثر الاجتماعي لمبادرتنا”.
وأكد بن طالب أن شهر رمضان يمثل فترة ذروة للهدر الغذائي بسبب الطلب المرتفع والإنتاج المفرط. وأشار إلى أن المخابز والمطاعم تواجه تحديات في تقدير الطلب، ما يؤدي إلى فائض غير مبيع ينتهي في كثير من الأحيان إلى النفايات.
وعلى مستوى الأسر، لفت إلى أن الشراء المفرط والإفراط في تحضير الوجبات دون تخطيط مسبق يؤدي إلى كميات كبيرة من النفايات، داعيًا إلى تبني ممارسات مسؤولة في الاستهلاك اليومي.
إلى جانب الحلول التقنية، تكثف Foodeals MEA جهودها لنشر الوعي عبر حملات توعوية على منصاتها الرقمية، تتضمن نصائح عملية لتخزين الطعام وتقليل الفائض.
كما اجتمعت المقاولة مؤخرًا مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لعرض تحليل شامل لديناميات هدر الطعام في المغرب، والمساهمة في صياغة توصيات تدعم السياسات العمومية في هذا المجال.
وقال بن طالب: “نطمح إلى بناء نظام متكامل يعزز الاقتصاد الدائري ويحد من الهدر، من خلال التعاون مع المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني”.
من خلال مبادراتها مثل “Foodeals Market” لإعادة تسويق الفائض بأسعار مخفضة و”Foodeals Donate” لتسهيل التبرعات، تسعى المقاولة إلى إحداث تغيير ملموس في طريقة التعامل مع الفائض الغذائي، وتحويل التحديات إلى فرص لدعم المجتمع وتعزيز الاستدامة.
وتظل هذه المبادرات جزءًا من جهود أوسع تستهدف تقليل الهدر الغذائي في المغرب، خاصة خلال المناسبات التي تشهد زيادة الاستهلاك، مثل شهر رمضان.