يكتسي موسم “تامصريت”، الذي يقام في النصف من رمضان، بمدينة تارودانت، أهمية كبرى لدى ساكنة المدينة والنواحي، وذلك بالنظر لدوره في خلق حركية اقتصادية ورواج تجاري، باعتباره موسم سنوي تعرض فيه آخر إبداعات صناع الفخار القادمين من مختلف مناطق المغرب.
وقد تحول موسم “تامصريت” من مناسبة دينية كانت تختم فيها نساء المدينة صحيح البخاري بزاوية إبن الوقاد التلمساني، أحد قضاة وعلماء وصلاح المدينة بحومة سيدي حساين، إلى موسم تجاري.
وفرض التطور العمراني والبشري والاقتصادي الذي عرفته تارودانت، نقل نشاط هذا الموسم الفريد من نوعه من حومة سيدي حساين ومداخلها لكونها لم تعد قادرة على استيعاب الاقبال الكبير للساكنة عليه، إلى ساحة باب الخميس خارج أسوار المدينة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال مصطفى المسلوتي، كاتب وأستاذ جامعي، أن “تامصريت” لفظة أمازيغية يقصد بها الغرفة العلوية ببيت القاضي الخطيب محمد ابن أحمد ابن محمد التلمساني المعروف بابن الوق اد التلمساني بحومة سيدي حساين وسط تارودانت، وهو من كبار علماء المغرب في القرن العاشر وبداية القرن الحادي عشر.
وأضاف، أن “تامصريت” وهي باللسان الدارج عند أهل تارودانت (الم صرية)، استعملت للدلالة على النشاط الديني الذي تقيمه النساء ببهو الضيافة ببيت القاضي الخطيب محمد بن أحمد بن محمد التلمساني، موازاة مع ختم صحيح البخاري ليلة النصف من رمضان بالجامع الأعظم بتارودانت.
وأبرز، أن هذه المناسبة، تعرف بموسم تجاري واجتماعي، يعقد في الخامس عشر من شهر رمضان، بحي سيدي حساين بالضبط، والغالب على أنواع التجارة التي كانت تروج في هذا الموسم، تجارة الفخار، ولا يحضر فيه إلا النساء ويمنع على الرجال، قبل أن يتحول إلى مشارف المدينة خارج باب الخميس ويصبح سوقا تجارية للخزف والأواني يستوعب الجميع.
وأكد الباحث، أنه لم يكن موسم تجاري فقط، بل كان كذلك موسم صوفي تجتمع فيه النساء في مجالس الذكر وينشدون قصائد في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
مسجلا اسمه ضمن أبرز المواعيد والملتقيات الروحية، وعنوانا مميزا لحاضرة تارودانت التي شكلت على مر العصور مركزا دينيا وحضاريا ممتد الإشعاع، أصبح موسم “تامصريت”، يستقطب عددا كبيرا من الزوار من مختلف ربوع المملكة، والمدن المجاورة، مما ينعكس بشكل ايجابي على إنعاش السياحة المحلية، وترويج وتسويق آخر صيحات وإبداعات صناع الفخار القادمين من العديد من الجهات المغربية (مراكش، تطوان، ورزازات، مكناس،
لماذا هذا التنكر للغاية والمقصد من إحياء موسم “تامصريت” بزاوية سيدي عباس التلمساني، الكائنة بمحاداة الجامع الكبير بحومة سيدي حساين، والذي يعود تاريخه إلى أوج حكم الملوك السعديين بالمغرب وحتى يومنا هذا ، بعد أن أستنسخ وجعله السلطات المعنية، موعدا تجاريا يأتيه الصناع من جميع ربوع المعمور، ونقله من خارج مكانه الطبيعي، دون اعتبار لمكانته الدينية والتارخية من طرف المجلس العلمي للمدينة، ووزارة الثقافة وكذلك وزارة الأحباس والشؤون الدينية…
“تامصريت” هو موسم ديني دأبت الرودانيات في الإحتفال به في الخامس عشرة من شهر رمضان المبارك، من كل سنة هجرية، بضريح الولي الصالح سيدي عباس التلمساني، المدفون بجانب محراب الجامع الكبير المجاور له، وهذا الموسم الديني المخصص *للسيدات فقط، وبه يختم صحيح البخاري، وترتل أيات من الذكر الحكيم(القرآن الكريم)، وبعض الأذكار المالكية.
*كن لاسترجاع كلفة السفر من مدهن ومداشهرن، من نواحي مدينة تارودانت وح9تى بعض المدن البعيدة أحياء، يأتين ببعض السلع التقليدية لبيعها في جنابات وداخل بيت الأسرة التلمسانية، والتمتع بثمنها، باقتناء بعض السلع المحلية(حناء، وطين، وسواك وزيت…وما إلى ذلك ) للأسرة والأصحاب…