رسائل جزائرية ملغومة…المغرب ليس دولة حرب لكنه بلد مقتدر بشكل لا يفهمه في كثير من الأحيان خصومه. وتصرفات المغرب دائما تحيل على الثقة في النفس (بجزم الفاء) والنفس (بفتحها)، لهذا لا يتصرف بشكل عشوائي مثل خصومه، الذين يقومون بمناوشات الطائر المذبوح، بينما التحولات الدولية والإقليمية والمحلية تقتضي الجلوس على طاولة واحدة وأرض صلبة من أجل البحث عن حل لهذا النزاع الذي أصبح بلا معنى، وفي الوقت الذي يمارس فيه المغرب حقه في إطار الأوفاق الدولية تقوم الجزائر ببعث رسائل ملغومة عن طريق جبهة البوليساريو.
ما معنى التحرش بالمواقع الحدودية؟ هل هي حرب ستغير المعطيات على أرض الواقع؟ طبعا لا شيء من ذلك سيحصل لأن المغرب متحكم في الجو العام على الأرض، ويتعاطى بعقلانية زائدة مع تحرشات البوليساريو ضمن ميثاق أخلاقي كبير هو ألا يصاب أي مدني في أي احتكاك ولحد اليوم لم يحدث أي احتكاك، فأثناء تحرير معبر الكركرات كانت قعقعات أحذية الجنود المغاربة كافية لإخلاء المنطقة.
رغم الانتصارات العسكرية والديبلوماسية التي حققها المغرب ما زال مؤمنا بحل “لا غالب ولا مغلوب” وهو ما يجسده مقترح الحكم الذاتي، وهو أرضية قابلة للنقاش والاتفاق والتنزيل على أرض الواقع، وهو بديل عملي للحلول الوهمية، التي كانت تنتمي للمعركة في زمن انتهى والقول بعد كل هذه المنجزات “خرافة”، إذ لا يمكن لعاقل أن يقول به مرة أخرى، بعد تحرير معبر الكركرات ومساندة أغلب الدول لهذا الموضوع، وبعد أن أصبحت الدول التي تساند الحكم الذاتي وتعترف بمغربية الصحراء 165 دولة آخرها الولايات المتحدة الأمريكية وبعد فتح عشرات القنصليات بالعيون والداخلة، لا يمكن أن يقول بحل غير الحكم الذاتي.
التحرشات اليائسة، التي في طريقها للنهاية، من قبل جبهة البوليساريو لن تغير شيئا على أرض الواقع، لكنها تريد أن تقول شيئا بما أنها واردة من الجزائر بشكل ملغوم، وهي أنه لا يمكن نسيان هذه الدولة التي ظلت تختفي تحت شعارات براقة بينما هي أصل المشكل، وتريد أن تقول لا يمكن تحقيق كل هذه الإنجازات دون النظر إلينا.
اليوم بعد وصول جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وبعد أن عولت على تغيير مواقف واشنطن، وفرحت بعد أن لم تعثر على الإعلان الأمريكي في موقع البيت الأبيض وبعد أن قام الخبراء بتنبيهها إلى أن أرشيف الرئيس ترامب كله في مكان واحد ويتضمن الإعلان الذي تعترف فيه أمريكا بمغربية الصحراء، بعد هذا جن جنونها، وتريد أن تقول لبايدن بالمغربية “خرج من روندتك”.
نظام يعيش على الأوهام أما الحقيقة فهي بناء معرب كبير متماسك وقوي يشد بعضه بعضا، والوحدة قدر تاريخي لهذه البلدان يفرضها التاريخ والجغرافية، أما لعبة غميضة عن طريق صواريخ معروف مصدرها فلن تفيد في شيء ولن تشجع سوى الإرهاب وتجارة السلاح.
شاهد أيضا
https://achtari24.com/51407.html
