لم يكن مسار هشام أيت منا في رئاسة نادي الوداد الرياضي مفروشًا بالورود منذ البداية، فقد خسر أول رهانين قدمهما في حملته الانتخابية ووعوده الإعلامية. كان أيت منا قد وعد باستقطاب المدرب الحسين عموتا وتوجيه الفريق نحو تحقيق نتائج أفضل في صراعه مع العصبة الاحترافية بشأن ترتيب الدوري، إلا أنه لم يتمكن من الوفاء بهذه الوعود حتى قبل تسلمه الرسمي لرئاسة النادي.
عند إعلانه ترشيحه لرئاسة الوداد، كان أيت منا واضحًا في تصريحاته حول اختياره للمدرب، حيث قال: “بالنسبة لملف المدرب لا يوجد لدي غير الحسين عموتا كخيار أول وثاني وثالث، وسأقاتل لضمه.
كما أكد على عزمه القوي للدفاع عن حقوق النادي فيما يتعلق بالترتيب الدوري، الذي شهد تحيينه مرتين ووضع الوداد في المركز الخامس، مما أبعده عن المشاركة الإفريقية لأول مرة خلال العقد الأخير.
لكن، سرعان ما تغيرت لهجته في أول لقاء مع برلمان الوداد. فجاء التصريح الجديد صادمًا لجماهير الوداد: “عموتا لن يدرب الوداد، والمدرب القادم من أوروبا، ويبدو أن المركز الخامس هو مرتبتنا بالدوري.”
هذا التحول المفاجئ في الخطاب أثار حالة من الشك بين مشجعي الوداد حول قدرة أيت منا على تحقيق بقية وعوده الانتخابية، خاصة بعدما خسر رهانين كبيرين في فترة قصيرة.
عدم استقطاب عموتا كمدرب يعد خيبة أمل كبيرة للجماهير التي كانت تضع آمالًا كبيرة على هذا الاختيار. بالإضافة إلى ذلك، قبول المركز الخامس في الدوري يعني تراجعًا عن موقفه الصارم السابق، مما يعكس ضعفًا في مواجهة التحديات الإدارية والرياضية.
تثير هذه البداية المتعثرة تساؤلات حول مدى قدرة أيت منا على تنفيذ وعوده الانتخابية الأخرى. فالجماهير الودادية باتت متشككة في قدرته على قيادة الفريق بنجاح وتخطي الصعوبات التي تواجهه. خسارة رهاني المدرب والترتيب تضعف من مصداقيته وتزيد من الضغوط عليه لتحقيق نتائج ملموسة في الفترة المقبلة.
من الواضح أن هشام أيت منا بحاجة إلى استراتيجية جديدة ونهج أكثر فعالية لاستعادة ثقة الجماهير وتحقيق تطلعاتهم. فالفريق الآن في مرحلة حساسة تتطلب قيادة حازمة وقادرة على تحقيق التوازن بين الوعود والأداء الفعلي. فقط الوقت سيكشف ما إذا كان أيت منا سيتمكن من التغلب على هذه البداية المتعثرة ووضع النادي على مسار النجاح مجددًا.