في مواجهة حاسمة ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2025، تمكن المنتخب المغربي من تحقيق فوز كبير على منتخب إفريقيا الوسطى بنتيجة أربعة أهداف دون رد.
هذا الانتصار يأتي بعد أداء هجومي قوي وتغييرات تكتيكية ذكية قام بها المدرب وليد الركراكي، الذي يبدو أنه تعلم من تجربته السابقة أمام لوسوتو في شتنبر، حيث واجه حينها صعوبات كبيرة.
في هذه المباراة، ركز الركراكي على الاستمرارية والانسجام، مع إدخال تعديلات ضرورية دون التضحية بالعناصر الأساسية.
في مواجهته مع لوسوتو، كانت الانتقادات موجهة إلى الركراكي بسبب تغييره لتسعين بالمائة من التشكيلة المعتادة، مما جعل الفريق يعاني لتحقيق الفوز. تلك التجربة الصعبة كانت درسًا مهمًا، ما دفع المدرب المغربي إلى الحذر في قراراته أمام إفريقيا الوسطى.
بالرغم من إصابات بونو وبعض الانزعاجات العضلية التي أثرت على عناصر مثل حكيمي وأكرد، قرر الركراكي الحفاظ على التشكيلة الأساسية مع تغييرات تكتيكية مدروسة، مثل إشراك يوسف النصيري بدلًا من أيوب الكعبي، لضمان قوة هجومية متواصلة.
أحد أهم أهداف الركراكي من هذه المباراة كان تعزيز التفاهم بين اللاعبين، خصوصًا مع اقتراب نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025.
بالاعتماد على إلياس بن الصغير في مركز صناعة اللعب لتعويض غياب إبراهيم دياز، أصر المدرب على تجريب تكتيكات هجومية جديدة، مع الإبقاء على لعب برأسي حربة.
هذه الاستراتيجية لم تكن فقط لاستغلال مهارات اللاعبين، ولكن أيضًا لخلق انسجام أكبر على مستوى التشكيل الجماعي، وهو ما ظهر بوضوح في الأداء الهجومي خلال الشوط الأول.
منتخب إفريقيا الوسطى اعتمد على تنظيم دفاعي صارم في بداية المباراة، مما صعّب على المغرب الدخول السريع في أجواء اللقاء.
ولكن مع إصرار اللاعبين على بناء الهجمات، جاءت أولى الفرص الحقيقية عند الدقيقة 32، حينما أطلق إلياس بن الصغير تسديدة قوية كادت أن تسكن الشباك، لتشعل بعدها المباراة.
في أقل من ثلاث دقائق، تمكن بن الصغير من تسجيل هدفين متتالين، ليضع الفريق المغربي في موقع مريح قبل نهاية الشوط الأول.
رغم الفوزين الكبيرين في المباراتين أمام إفريقيا الوسطى، لا يمكن القول إن المنتخب المغربي قد اكتمل من حيث الهوية والشخصية الفنية.
الفوارق الكبيرة بين المنتخبين أكدت مرة أخرى أن الطريق ما زال طويلًا أمام “أسود الأطلس” لاكتساب الصلابة المطلوبة لمواجهة المنتخبات الكبرى في القارة.
فالبناء الدفاعي والانسجام الهجومي يحتاجان إلى تحسينات إضافية قبل البطولة المنتظرة على الأراضي المغربية.
الانتصار برباعية على إفريقيا الوسطى يعزز من ثقة الجماهير المغربية، ولكنه ليس كافيًا لضمان جاهزية المنتخب لمواجهة منتخبات أقوى في الأدوار المقبلة من كأس أمم إفريقيا.
وليد الركراكي يدرك أن الاستمرارية والتكتيكات المتطورة هي المفتاح، وأن التركيز يجب أن يكون على تحسين الأداء الجماعي، لتعزيز الهوية الفنية التي يحتاجها “أسود الأطلس” لرفع التحدي على أرضهم في 2025.