اختار ثلاثة شماكرية من ذوي السوابق العدلية شبكة التواصل الاجتماعي لبث شريط “غنائي” ينتمي لفن الراب كله سب وشتائم وكلام بذيء وقاذورات ونجاسة، لا يمكن أن تدخل البيوت لأنها لا تختلف عن كلام المنحرفين واللصوص والمحابسية.
تقول الأغنية الشعبية “وريني وحشك يا الغابة”. ما إن تبدأ في مشاهدة الشريط حتى تظهر لك وحوش آدمية، تنطق بالألفاظ اللقيطة والكلام النابي، الذي حاولوا أن يسبغوا عليه كلمة فن وذلك من خلال إلصاقه بفن الراب، الذي نشأ أصيلا وانتهى لقيطا بين حفنة من المجرمين.
واحد من الثلاثة يحمل اسم ولد لكرية أو ولد الحبس يحمل الكثير من الندوب على وجهه، وإذا رأته المرأة الحامل تُسقط جنينها، وليس هذا انتهاكا للخلقة، ولكن وصفا لما رأينا، وكان بالإمكان أن يزيل تلك الندوب لكنه رفض لأنه يبيع بها الوهم، كمن يعرض عاهاته ليستعطف بها المارة في الشارع العام.
الفن فن والسب سب. ولا يمكن استعال الفن لأغراض دنيئة لأن دوره هو نشر القيم الجمالية، وليس نشر الألفاظ والكلمات الجارحة للشعور العام، واستعمال مصطلحات مرفوضة وسط العائلات المغربية.
الشريط الذي تم بثه على موقع يوتيوب مسيء لفن الراب وسقط به أسفل سافلين، قبل أن يسيء لأي شيء آخر، فهو مسيء لنفسه قبل غيره.
والمؤسف أن البعض يريد أن يجعل من ثلاثة شماكرية مناضلين، ولم يبق إلا أن يرفعوهم مكان السرفاتي وبنبركة وبنجلون وغيرهم من صناديد النضال الثوري.
كلمات “خاسرة” مثل أصحابها وغناء منحط من قاع الجريمة والمجرمين والسفلة المنحطين، يحاولون نشره بين الشباب،
بينما فن الراب هو عملية متكاملة، من اختيار الكلمات واللحن إلى الموسيقى، ويعتقدون أن كل من نبح كالكلب يسمى فنانا، وقع لهم مثل ما وقع لمن أراد أن يركب قصيدة النثر ظنا منه أنها سهلة.