في قلب العاصمة الفرنسية باريس، وتحديداً بمركز المعارض في لوبورجيه، انطلقت فعاليات الدورة الـ55 للمعرض الدولي للطيران والفضاء “باريس إير شو”، أحد أكبر الملتقيات العالمية في هذا القطاع الحيوي.
الحضور المغربي لم يكن عادياً هذا العام، بل كان لافتاً وقوياً، سواء من حيث حجم الوفد أو طبيعة التمثيل الرسمي والصناعي.
الوفد المغربي ضمّ أسماء وازنة يتقدمها وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، ووزير النقل واللوجستيك عبد الصمد قيوح، إلى جانب الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار كريم زيدان، بالإضافة إلى المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات علي صديقي.
كما شاركت مؤسسات حيوية مثل إدارة الدفاع الوطني، الخطوط الملكية المغربية، المكتب الوطني للمطارات، وصندوق الإيداع والتدبير، إلى جانب تجمعات صناعية متخصصة كـ”مجموعة الصناعات المغربية للطيران والفضاء”.
ويأتي هذا الحضور المغربي القوي في سياق دينامية صناعية متسارعة يشهدها المغرب في مجال الطيران، مدفوعة بالرؤية الاستراتيجية التي أرساها الملك محمد السادس، والتي حولت القطاع إلى رافعة صناعية واستثمارية أساسية داخل النسيج الاقتصادي الوطني.
بيانات رسمية صادرة عن الوفد أكدت أن المغرب أصبح يضم أكثر من 140 مقاولة تنشط في قطاع الطيران، تغطي مجالات متعددة من صناعة الكابلات إلى التجميع والتصنيع الدقيق، مع معدل اندماج محلي يتجاوز 40 في المئة، وهو ما يعد مؤشراً قوياً على عمق هذه المنظومة الصناعية.
الوزير رياض مزور أكد في تصريح صحفي أن المغرب نجح خلال العقدين الماضيين في بناء صناعة طيران “قوية وواعدة”، توفر فرصاً مهمة للفاعلين الدوليين، مشيراً إلى أن معرض لوبورجيه يشكل منصة مثالية لتأكيد هذا التطور واستقطاب شركاء جدد.
بدوره، أبرز وزير النقل عبد الصمد قيوح أن مشاركة المغرب تأتي في سياق تحديث شامل لمنظومة الطيران، بدءاً من المطارات إلى أسطول الطائرات، إذ يُرتقب رفع الطاقة الاستيعابية لمطارات المملكة من 38 إلى 80 مليون مسافر سنوياً بحلول 2030، وزيادة أسطول “لارام” إلى 200 طائرة في أفق 2037.
أما الوزير المنتدب كريم زيدان، فقد شدد على أن هذا الحضور المغربي القوي في لوبورجيه يترجم رغبة المملكة في جذب مزيد من الاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية، وتعزيز موقع المغرب كمحور إقليمي وعالمي في مجال الصناعات الجوية.
رسالة المغرب كانت واضحة من باريس: نحن هنا، نملك المقومات، ونطمح للأعلى.