خرج 42 سجينا يقضون عقوبات حبسية بـ24 مؤسسة سجنية، لعرض لوحاتهم الفنية وأشكالهم الابداعية التي صاغوها خلف جدران السجون، حاملين الفن التشكيلي والنحث والرسم وهندسة المجسمات الى الالم الخارجي، في رسالة تكشف قوة الفن والتحرر الفكري، دفع المندوبية العامة للسجون وبنك المغرب والمجلس الوطني لحقوق الانسان، لاحتضان الرواق تحت عنوان “إبداعات ما وراء الجدران.. أو حين يحرر الفن”، اختاروا يوم الاحتفاء باليوم الوطني للسجين، لعرض فنون السجناء بمتحف بنك المغرب.
ونظم المعرض الأول من نوعه بشراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لإضفاء طابع إنساني على عالم السجون المعروف بـ”انغلاقه” وإظهار أن السجن يبقى فضاء دائم الارتباط بالعالم الخارجي.
واعتبر المنظمون، أن ” المشروع الفني يقدم الهام رحلة عبر مرحلتين، اكتشاف أوجه الإبداع المتعددة لدى نزلاء مختلف المؤسسات السجنية للمملكة، وكذا العبور إلى “ما وراء الجدران” للقاء مبدعين مجهولين من خلال صور وأفلام وثائقية من إعداد المصور والمخرج والمصمم، دارم بوشنتوف.
وأكد المدير العام لبنك المغرب، عبد الرحيم بوعزة، أن هذا المعرض يشكل فرصة لتبادل وتقاسم الإبداعات الفنية للسجناء مع العموم في مجالات الفنون التشكيلية والصناعة التقليدية، مهنئا السجناء على إبداعاتهم الواعدة التي ستشكل حافزا نحو اندماجهم الفعال في المجتمع.
و أبرز بوعزة أن هذا الحدث الفني يكتسي طابعا خاصا، بالنظر إلى جوانبه الاجتماعية والبشرية والثقافية، موضحا أنه يندرج ضمن سلسلة اللقاءات التي ينظمها متحف بنك المغرب من أجل تشجيع الكفاءات الفنية الشابة، وهو ما يمكن بنك المغرب من التحسيس بالقضايا الثقافية وتقريب الإبداعات الفنية من العموم.
و قالت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش، إن هذا المعرض ينقل أصوات 42 سجينا من 24 مؤسسة سجنية عبر 50 لوحة فنية، مشيرة إلى أنه، عبر هذه الأصوات، بإمكانهم التعبير عن أنفسهم وإسماع صوتهم للرأي العام المغربي، من وراء الجدران، من خلال إبداعاتهم الفنية.
وأضافت بوعياش أنه “صحيح أن هؤلاء الأشخاص محرومون من حريتهم، لكنهم مرتبطون بعلاقتهم مع المجتمع وبالفن وبفرصة ثانية لعيش حياة كريمة”.
و أكد مدير العمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم بالمندوبية العامة، مولاي ادريس أكلمام، أن هذا اللقاء يشكل فرصة لعرض إنجازات النزلاء داخل السجن، وهو فضاء لفرصة ثانية ولتعزيز الإبداع، مضيفا أن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، تعتبر الفن، بمختلف جوانبه، أداة حقيقية لإعادة الإدماج.
وأشار أكلمام إلى أن “هذا المعرض ينقل صوت السجين الذي لا يقف على هامش المجتمع”، مشددا على أن السجن لا يسلبه كرامته.
و يشكل هذا المعرض المخصص للنزلاء الذين تفجرت طاقاتهم الإبداعية خلال مدة اعتقالهم، باعتباره فضاء حقيقيا للتعبير والتبادل والتشارك، جسرا هائلا يربط بين العالمين، داخل أسوار السجن وخارجها، في انتظار بدء انطلاقة جديدة.