كشفت مصادر مطلعة أن ثلاثة عناصر مسلحة من ميليشيات “البوليساريو” سلموا أنفسهم طواعية، مساء الخميس، إلى القوات المسلحة الملكية المغربية بمنطقة أم دريكة، الواقعة جنوب غرب الجدار الأمني العازل، في خطوة تعكس تنامياً لحالات الانشقاق والفرار من المخيمات الواقعة فوق التراب الجزائري.
ووفق المصادر، فإن المعنيين بالأمر تمكنوا من اجتياز الحدود الموريتانية الجزائرية، قبل أن يدخلوا التراب المغربي وهم يرتدون الزي العسكري الرسمي للجبهة الانفصالية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق ما وصفته مصادر متطابقة بـ”حالة الإحباط العميق واليأس المتزايد” داخل مخيمات تندوف، التي تشهد أوضاعاً اجتماعية متدهورة وانعداماً لأي أفق سياسي أو اقتصادي حقيقي، ما يدفع عدداً متزايداً من الشباب إلى البحث عن بدائل فردية، بعيداً عن الشعارات التي ترفعها قيادة الجبهة منذ عقود.
ويرى مراقبون أن هذا الحدث ليس معزولاً، بل يعكس اتجاهاً متنامياً داخل المخيمات، خاصة في صفوف الشباب المجنّدين، الذين يواجهون واقعاً قاسياً يتسم بانعدام الحريات وتفاقم الفقر والبطالة، وسط انسداد سياسي مزمن.
وكانت تقارير سابقة صادرة عن منظمات دولية قد حذرت من تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيمات تندوف، مشيرة إلى هشاشة البنية التحتية، وغياب آليات الحماية، إضافة إلى انعدام الرقابة على المساعدات الدولية التي غالباً ما يُعاد توجيهها لأغراض سياسية أو عسكرية.
ويرى متابعون أن استمرار الانشقاقات الفردية عن الجبهة، وتسليم عناصرها أنفسهم للسلطات المغربية، يمثل تحدياً متزايداً لقيادة “البوليساريو”، التي تواجه عزلة إقليمية ودولية متنامية، في ظل التحولات الجيوسياسية التي باتت تصب في اتجاه دعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل واقعي ومستدام للنزاع.