في خطوة تعكس الاعتراف الدولي بدور المغرب المتنامي في ميدان التعاون جنوب-جنوب، تم اختيار السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، لرئاسة الدورة الـ22 للجنة رفيعة المستوى المعنية بالتعاون جنوب-جنوب، وذلك بالتزكية ولمدة عامين.
وجاء هذا التعيين أمس الخميس، ليؤكد المكانة الريادية التي بات يحتلها المغرب داخل الساحة الدولية، بفضل توجهات دبلوماسية واضحة ترتكز على التضامن والتنمية المستدامة، تحت قيادة الملك محمد السادس.
وفي تصريح له عقب الإعلان، شدد هلال على أن هذا التتويج ليس إلا تتويجاً لرؤية ملكية وضعت التعاون جنوب-جنوب في صلب السياسة الخارجية المغربية، عبر إطلاق مبادرات ملموسة في قطاعات حيوية كالتعليم والصحة والفلاحة والتكوين المهني، وصولاً إلى الأمن الغذائي ومجابهة التغيرات المناخية.
وتُعد اللجنة التي سيرأسها هلال الجهاز الوحيد داخل الأمم المتحدة المخصص لتقييم وتطوير التعاون بين دول الجنوب وكذلك التعاون الثلاثي، ما يجعلها منصة حيوية في الدفع نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
وتكتسي هذه الرئاسة المغربية أهمية خاصة في ظل المرحلة الدقيقة التي يعيشها النظام الدولي، حيث يشهد العالم تراجعاً كبيراً في تمويل التنمية، وتطرح أسئلة جوهرية حول فعالية العمل متعدد الأطراف، مما يضع التعاون بين دول الجنوب في قلب النقاش كخيار استراتيجي قابل للتفعيل والإثمار.
وختم هلال تصريحه بالتأكيد على أنه سيستلهم في رئاسته للجنة من الرؤية الملكية التي تنبني على الشراكة المتكافئة، وقيم الاحترام المتبادل، وتعزيز التضامن بين دول الجنوب، بما يخدم تطلعات الشعوب نحو مستقبل أكثر إنصافاً واستقراراً.