كشفت دراسة ميدانية، حول حالات العود للجريمة، أنجزتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج أن 42% من النزلاء ارتكبوا نفس الجرم مرتين، حيث أوضحت الدراسة أن حالات العود ترتفع في المستويات العمرية بين 25 و29 سنة، وتصل إلى 88% بالنسبة للنزلاء الذكور.
و كشفت الدراسة الميدانية حول حالة العود بالسجون المغربية عن ارتباط ظاهرة العود بالبطالة، إذ صرح 37,7 في المائة من المبحوثين بأنهم لم يكونوا يعملون في وظيفة بأجر حين الاعتقال، فيما بلغت نسبة الذين كانوا يعملون 46,4 في المائة، 48 في المائة منهم كانوا يعملون بالقطاع الخاص، و12 في قطاع الصناعة، و3,4 في القطاع العام، والباقي كانوا يعملون في قطاعات الفلاحة والتجارة والتعليم والصحة والمشاريع الخاصة.
و كشفت الدراسة، عن ارتباط العود للجريمة بضعف الدخل، إذ صرح 25,2 في المائة من المبحوثين بأن دخلهم كان ضعيفا، وصرح 12,2 في المائة منهم بأن دخلهم ضعيف جدا، و25,5 صرحوا بأن دخلهم كان متوسطا، بينما لم تتعد نسبة الذين كان لهم دخل متوسط ومرتفع 3,5 في المائة و1,2 في المائة على التوالي، و سجلت الدراسة أن أغلبية السجناء الذين يسقطون في حالات العود للجريمة ينتمون إلى العالم شبه الحضري والقروي، بنسبة 39,8 في المائة، و31,8 في المائة، على التوالي، في حين لا تتعدى نسبة العود بالنسبة للمقيمين في المجال الحضري 13,5 في المائة.
وبينت الدراسة أن 11,2 في المائة من السجناء الذين عادوا إلى ارتكاب جرائم بعد خروجهم من السجن حاولوا الانتحار، فيما صرح 20 في المائة منهم، جوابا عن سؤال “هل سبق أن حاولتَ الانتحار؟” بأنهم ألحقوا الأذى بأنفسهم، و أفادت الدراسة، بأن 15 في المائة من محاولات الانتحار قام بها السجناء المبحوثون داخل المؤسسات السجنية، و12 في المائة قبل السجن، فيما قام 6،5 من السجناء المبحوثين بمحاولات انتحار قبل السجن وداخله.
و صرح 8,7 في المائة من السجناء بأنهم تعرضوا للاغتصاب، 5,5 في المائة منهم اغتصبوا بين مرة ومرتين، و3,2 في المائة تعرضوا للاغتصاب أكثر من مرة، وسجلت 5,6 في المائة منهم اغتصبوا في مرحلة الطفولة، و4,4 في المائة تعرضوا للاغتصاب في مرحلة المراهقة، و3,3 في المائة خلال مرحلة الشباب، وتصدّرت حالات الاغتصاب من طرف الأقارب، والاغتصاب الذي يتم في إطار العلاقات الزوجية، حالات الاغتصاب التي طالت الفئة المبحوثة، إذ صرح 4,4 في المائة منهم بأنهم تعرضوا للاغتصاب من طرف فرد من العائلة، وصرح 2,4 في المائة منهم بأنهم تعرضوا للاغتصاب من طرف شريك الحياة الزوجية، و3,5 من طرف أشخاص يعرفونهم، و3,9 من طرف أشخاص ليست لهم به معرفة مسبقة.
و جاءت السرقة في المرتبة الأولى بنسبة 31,8 في المائة، تلاها الاتجار في المخدرات بنسبة 23,4 في المائة، والاعتداء بنسبة 19,1 في المائة، واستهلاك المخدرات بنسبة 8 في المائة، وتوزعت باقي الجرائم بين القتل والجنس وانتهاك قوانين الهجرة والإرهاب والجرائم ضد الدين والأخلاق، وتعود أسباب ارتكاب الجرائم، وفق ما كشفت عنه معطيات الدراسة، إلى الإدمان على المخدرات والكحول بنسبة 52,1 في المائة، ثم المشاكل المالية بنسبة 42,2 في المائة.
و كشفت دراسة للمندوبية السامية لإدارة السجون وإعادة الإدماج حول أسباب العود للجريمة، أن الفئة العمرية النشيطة، التي من المفترض أن تكون منتجة، هي الأكثر سقوطا في العود للجريمة، إذ تصل النسبة في صفوف الفئة البالغة من العمر ما بين 18 و39 سنة، إلى 76 في المائة.
وتشير أرقام الدراسة الميدانية، التي شملت أزيد من 1699 سجينا من الجنسين في مختلف سجون المملكة، إلى أن حالات العود للجريمة ترتبط ارتباطا وثيقا بالسن، ذلك أنها تنخفض في صفوف الفئات أقل من 18 سنة إلى 5,2 في المائة، كما تنخفض بالتدريج لدى الفئة البالغة 40 سنة فما فوق من 7,6 في المائة، لتستقر عند نسبة 1,5 في المائة لدى الفئة العمرية أكثر من 60 سنة.
وتشكل الحالة العائلية دورا أساسيا في حالات العود للجريمة، إذ بلغت نسبة العود لدى العزاب 57,7 في المائة، بينما تنخفض إلى 22,8 في المائة لدى المتزوجين، و3,8 في المائة في حالة الخطوبة، و10,3 في المائة بالنسبة للمطلقين، و2 في المائة بالنسبة للأرامل.