تواجه عمليات الجرعة الثالثة، لتقوية المناعة الجماعية وموادهة انخفاض مناعة الملقحين المسنين، حيث سجلت اللجنة العلمية لكورونا سيرا عاديا لمسار الإقبال على الجرعة الثالثة، فيما رصدت ضعفا في الإقبال على التلقيح بالنسبة للفئة العمرية 35-45 سنة، ويقدر عددها بمليون مواطن، موضحين، ” أن الجرعة الثالثة تمضي إلى حدود الساعة بشكل جيد”، معتبرا أن المشكل الحقيقي الذي رصد هو ضعف الإقبال على الجرعة الأولى من الفئة ما بين 35 و45 سنة، و أن “هذه الفئة تحتاج إلى نداءات من أجل الالتحاق بالركب، خصوصا أنها تتكون من مليون شخص تقريبا، وأساسية لضمان المناعة الجماعية، بعدما تلقى المغاربة أربعة أنواع أساسية من اللقاحات هي فايزر بيوتنيك الأمريكي الألماني، وسينوفارم الصيني، وأسترازينيكا البريطاني، وجونسون آند جونسون الأمريكي.
وشدد البروفيسور عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية، على ان قرار التطعيم بالجرعة الثالثة من لقاحات كورونا، تفسره الأرقام المغربية التي تشير إلى أن أكثر من 80 في المئة من الملقحين الذين توفوا، توفوا بعد ستة أشهر على تلقيحهم بالجرعة الثانية، وأوضح إبراهيمي في تدوينة له، أن هذه الوفيات تعزى لانخفاض مناعة هؤلاء المكتسبة، ولكونهم من ذوي الأمراض مزمنة، وهو ما اقتضى أن تعزز مناعة هؤلاء بجرعة ثالثة بعد ستة أشهر عن تلقيهم الجرعة الثانية، إلى جانب أصحاب الصفوف الأمامية لأنهم معرضون للفيروس بنسب كبيرة.
و كشف عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية والتقنية المتتبعة لـ”كوفيد 19″، عن” مليون شخص فوق أربعين سنة لم يتلقوا اللقاح”، مطالبا بدعوتهم لأخذ جرعات اللقاح لكونهم يشكلون تهديدا على لوضع الوبائي”، موضحا أن ” الفئة ما بين 17 و 26 سنة ما بين 5 و6 ملايين لم يلقحوا”، موضحا أن ” 5 بالمائة فقط من هؤلاء الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح سيتسببون في نقل العدوى في حالة موجة جديدة”، وحذر الابراهيمي، من كون بعض الشباب طوروا أعراضا خطيرة واصيبو بـ”كوفيد 19 طويل الأمد”.
ولفت إلى أن هذه المقاربة أوصت بها الوكالة الأمريكية للدواء و الأغذية، ولا تتعارض مع أية توصية علمية لمنظمة الصحة العالمية، والتي توصي أخلاقيا بتوزيع عادل للقاحات بين الدول وبوجوب تعميم اللقاحات على الدول النامية في إطار عدالة دولية تلقيحية.
وبخصوص الخلط بين اللقاحات، فقد أبرز إبراهيمي، أن كل الدراسات العلمية المتوفرة، تثبت أن الخلط ما بين لقاحات مختلفة يعطي مناعة أقوى.
وأكد عضو اللجنة العلمية أن اللقاحات المستعملة حاليا في العالم كلها أصلية، وليست مطورة، وقد أثبتت نجاعتها ضد تطوير الحالات الحرجة في 95 في المئة، لافتا إلى أن المغرب يراقب عن كثب اللقاحات التي تطور ضد السلالات و التي لم تستكمل التجارب عليها، وإمكانية الانخراط فيها.
وبخصوص تزامن جرعات ضد الانفلونزا والكوفيد، فقد أكد إبراهيمي أنه لا يوجد أي مانع طبي أو علمي لعدم تزامن الجرعتين.
وكانت وزارة الصحة، اعلنت عن قرب خروج المغرب من الموجة المجتمعاتية الثانية لجائحة كورونا، مع تسجيل مد تنازلي خلال الأسبوعين الماضين للحالات الإيجابية المسجلة للأسبوع التاسع على التوالي على الصعيد الوطني. جاء ذلك على لسان رئيس قسم الأمراض السارية بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بالوزارة، عبد الكريم مزيان بلفقيه، خلال تقديمه للحصيلة نصف الشهرية الخاصة للحالة الوبائية للجائحة خلال الفترة الممتدة من 28 شتنبر الماضي إلى 11 أكتوبر الجاري. وأشار بلفقيه إلى انخفاض عدد الحالات الإيجابية من أكثر من 10 الاف حالة إيجابية كرقم أسبوعي سجل في الأسبوع ما قبل الماضي، إلى أقل من 4000 حالة إيجابية كحصيلة للأسبوع الماضي، مضيفا أن هذا الانخفاض الملحوظ قدر عموما بناقص %36 على المستوى الوطني.