توقعت الوكالة المغربية للمياه والغابات، تزايد خطر نشوب حرائق الغابات صيف العام الجاري، نظرا للجفاف وموجات الحرارة الطويلة المسجلة في البلاد، جاء ذلك، في بيان للوكالة المغربية للمياه والغابات، عقب اجتماع لجنة المديرية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات بالرباط، وقال البيان: “سنرصد غلافا ماليا يبلغ 200 مليون درهم (20 مليون دولار)، لتوفير التجهيزات والوسائل الكفيلة للحد من اندلاع الحرائق”، وفيما يخص حصيلة حرائق الغابات للعام الماضي، أضاف بيان الوكالة “تم تسجيل ما يقرب 500 حريق أتت على 22762 هكتارا من مساحة الغابات”، وزاد: “37 بالمئة من المساحات المحروقة عبارة عن أعشاب ثانوية ونباتات موسمية”.
وبالاعتماد على التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحريق في الموسم الماضي، تأتي جهة الشمال في مقدمة المناطق المتضررة من الحريق بـ188 حريقا، أتت على 18704 هكتارا؛ بحسب الوكالة.
وأوضحت أن “مجال الغابات بالمغرب، يعتبر فضاء طبيعيا مفتوحا، ويتعرض لعدة ضغوط تؤثر سلبا على أدواره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية”، وفي 22 يوليوز الماضي، أعلنت الحكومة رصد 290 مليون درهم لدعم سكان القرى المتضررة من الحرائق التي طالت 5 محافظات شمالي المملكة، وسنويا، يتعرض المغرب لحرائق في الغابات التي تغطي 12 بالمئة من مساحة البلاد، وشهد نحو 165 حريقا منذ بداية 2022، وحتى 13 يوليو الماضي.
و افادت دراسة حديثة حول موجة الحر غير العادية التي حدثت الشهر الماضي في غرب البحر، أنه بينما شهدت أوروبا وشمال إفريقيا درجات حرارة شديدة في السنوات الأخيرة ، كانت موجة الحر في أبريل شديدة جدا لدرجة أنها اعتبرت ناذرة للغاية حتى في الأيام الأكثر سخونة.
واكتشف فريق خلال الأسبوع الأخير من أبريل، كانت درجات الحرارة في أجزاء من إسبانيا والبرتغال والمغرب والجزائر أعلى بما يصل إلى 20 درجة مئوية عن المعتاد في ذلك الوقت من العام.
وتم كسر سجلات أبريل البرتغالية والإسبانية في البر الرئيسي بهوامش كبيرة، حيث لوحظت 36.9 درجة مئوية و 38.8 درجة مئوية على التوالي في جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية، كما تم تحطيم الأرقام القياسية المحلية لشهر أبريل في المغرب، وتم تسجيل درجات حرارة أعلى من 40 درجة مئوية في الجزائر.
وقام علماء من فرنسا والمغرب وهولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بتقييم كيف أدى تغير المناخ إلى تغيير احتمالية وشدة موجة الحر هذه في بداية الموسم. وخلصوا إلى أنه كان من الممكن أن يكون الأمر “شبه مستحيل” بدون تغير المناخ، ولاحظت فاطمة دريوش،الأستاذة المساعدة في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالمغرب وعضوة فريق WWA، أن موجة الحر الشديدة جاءت على رأس الجفاف الذي كان موجودًا منذ عدة سنوات، مما أدى إلى تفاقم نقص المياه في مناطق غرب البحر الأبيض المتوسط وتهديد محصول 2023.
وأوصت الباحثة أنه “مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، ستصبح هذه المواقف أكثر تواترًا وتتطلب تخطيطًا طويل الأجل، بما في ذلك تنفيذ نماذج زراعية مستدامة وسياسات فعالة لإدارة المياه.”