تعرض الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لضربة قوية، خلال مفاوضات تشكيل الحكومة، ولم ينل سوى حقيبة يتيمة، ومتبوعة بالأعين كما يقال، إذ على أهميتها لا تعتبر اجتماعية ولن يستفيد منها انتخابيا، لكن ينبغي أن نكون صرحاء للقول:
إن الضربة لم يوجهها إليه أحد. لا جهة من الجهات، ولا تحالف أحزاب سياسية، ولا سلطة، ولا هم يحزنون..
الاتحاد انطبق عليه قوله تعالى “ويخربون بيوتهم بأيديهم”…الذي وجه الضربة القوية للاتحاد هم الاتحاديون أنفسهم، وعلى رأسهم إدريس لشكر، الكاتب الأول،
وبإيعاز من الحبيب المالكي، رئيس اللجنة الوطنية، الذي يقف وراء طرد العديد من مناضلي الحزب،
الضربة التي وجهها لشكر للحزب أعادت عقارب الساعة إلى الوراء، غذ كثير من الاتحاديين، كانوا ينتظرون حصول تقوية للحزب من خلال الدعوة للمصالحة،
والانفتاح على أطر الحزب وقادته الذين ابتعدوا عن الهياكل، لكن المنهجية التي اختارها لشكر في التفاوض أتت على هذه الدعوة من أصلها،
إذ اختار الكاتب الأول، وعلينا أن نتذكر أن هذا المنصب احتله أربعة من الكبار، عبد الرحيم بوعبيد، وعبد الرحمن اليوسفي، ومحمد اليازغي، وعبد الواحد الراضي، (اختار)،
التفاوض من أجل مصلحته الصغيرة، إذ كانت عينه على وزارة صغيرة تتولاها بنته، أو وزارة العدل التي رشح لها نفسه، ومحمد بنعبد القادر، والمحامي عبد الكبير طبيح، الذي نفى أن يكون قدم ملف ترشيحه أصلا،
أراد لشكر أن يلعب اللعبة القديمة، هي تقديم ثلاثة أسماء هو من بينهم، وبما أنه وزير سابق ومحام سيتم اختياره لوزارة العدل، غير أن الوزارة اليوم تحتاج إلى إداري أكثر من رجل قانون لأن القضاء استقل تماما عن الوزارة.
لا يهم ما وقع ولكن يهم أن هذه الضربة وعلى عكس ما يعتقد البعض، لم تقتل الاتحاد الاشتراكي، وغنما قامت بتقويته،
فكثير من مناضلي الحزب، الذين أخذوا مسافة مع هياكله، ظهروا اليوم على الساعة، ويمكن أن يشكلوا بديلا قادرا على جمع صفوف الاتحاد،
سواء ظهور أحمد رضى الشامي، السفير والوزير السابق ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمناضل الاتحادي، في أربعينية عبد الرحمن العزوزي، القيادي الاتحادي والنقابي الكبير، وهو التأبين الذي غاب عنه لشكر،
وسواء من خلال اللقاءات التي تلتئم يوميا بين قادة كبار لإيجاد مخرج من المأزق الذي وصله حزب القوات الشعبية.
ضربة قوية. انتفاضة حزبية حتى وسط القواعد بل حتى في بعض البوادي رأينا لايفات تتحدث عن سوء تدبير المرحلة، تم بروز قيادات كانت قد ابتعدت يوحي بميلاد جديد لهذا الحزب الذي يمثل ضرورة للمجتمع.