كشف لقاء عبد اللطيف الحموشي بالسفير الأمريكي بالرباط، إهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بالتجربة المغربية في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والتطلع المشترك من الجانب المغربي والجانب الأمريكي لتطوير الشراكة الأمنية لمواجهة التحديات الأمنية، وتجديد الشراكة الأمنية الإستراتيجية في محاربة الإرهابيين وإفشال مخططات الحركات والتنظيمات الإرهابية، حيث يأتي اللقاء الأمريكي بالمسؤول الأول على جهاز الأمن في المغرب وجهاز الإستخبارات، على إثر نجاح العمليات الأمنية الأخيرة في إحباط عمليات إرهابية خطيرة بالمغرب.
وتلقى التجربة الأمنية المغربية في مكافحة الإرهاب، إعجابا أمريكيا قويا، تجلى في الزيارات المتعددة لكبار المسؤولين الأمريكيين لمقر “الديستي” واللقاء مع المسؤولين الأمنيين المغاربة، وتبادل الأفكار والنقاش حول سبل التعاون لمحاربة الإرهاب، وإبراز الإهتمام الأمريكي بالمقاربة الأمنية و المقاربة الدينية والمجتمعية في مكافحة التطرف الديني والجريمة الإرهابية.
وجاء استقبال عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، زوال الخميس، بدايفيد فيشر سفير الولايات المتحدة الأمريكية المعتمد لدى المملكة المغربية، في إطار علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات الأمنية، حيث أوضح بلاغ للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أن مقرها بمدينة الرباط احتضن أشغال وفعاليات هذا الاجتماع الثنائي، الذي حضره أيضا أطر من المصالح المركزية للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني وكذا ممثلون عن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط.
وأفاد البلاغ، الى أن الجانبين تناولا مختلف المواضيع الأمنية التي تحظى بالاهتمام المشترك بين البلدين، خصوصا آليات التعاون والتنسيق في مجال مكافحة مخاطر التهديد الإرهابي والتطرف العنيف والجريمة المنظمة، وارتباطاتها المتزايدة في المحيط الإقليمي في منطقة شمال إفريقيا ودول الساحل، وكذا استعراض السبل الكفيلة بترصيد وتثمين هذا التعاون الذي أضحى نموذجا يحتدى به في مجال مكافحة الإرهاب، كما استعرض الطرفان، آليات تطوير وتدعيم مستويات التعاون الثنائي بين مصالح المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والوكالات الأمنية الأمريكية في مجال مكافحة المخاطر والتهديدات المرتبطة بالجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وكذا تبادل الخبرات والتجارب بين الجانبين.
وأشاد المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني وسفير الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط بحصيلة التعاون الاستراتيجي بين البلدين في المجال الأمني، وعبرا عن عزم المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية على تطوير أشكال ومستويات هذا التعاون بما يساهم في إحلال الأمن والسلم العالميين.
وكانت الزيارة الرسمية لوزير خارجية أمريكا الى مقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتمارة، أظهرت الحرص الأمريكي على التقرب من التجربة المغربية في مكافحة الارهاب والتفوق الأمني المغربي في محاصرة الخلايات المتطرفة والعمليات الاستباقية الناجحة ضد الارهابيين، حيث أكد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكية، على في تغريدة له وقتها على موقعه في تويتر، على ابتهاجه بالزيارة الرسمية لمقر “الديستي” ولقائه بعبد اللطيف الحموشي، قائلا ” أن اللقاء بعبد اللطيف الحموشي يؤكد على أهمية تعاوننا في مكافحة الإرهاب وتقوية التعاون القانون”، مضيفا ” نحن نقدر شراكتنا مع المغرب في مكافحة الإرهاب والعمل معا لتعزيز السلام والأمن”، واختار وزير خارجية أمريكا وقتها نشر صور لقائه في مقر “الديستي”، الأمر الذي يوضح اهمية الزيارة من الناحية الامنية وتعزيز العمل بين المغرب وأمريكا على محاربة الارهاب.
و يجدد الجانب الأمريكي، ” تأكيد عزمه على العمل مع المغرب من أجل الاستفادة على أكمل وجه من إمكانات جميع مواطني البلدين لضمان أمنهما وازدهارهما، حيث قال رئيس الديبلوماسية الأمريكية بمناسبة زيارته ، إن المغرب يعد “أحد أقوى الشركاء” للولايات المتحدة في المنطقة، بعدما أجرى بومبيو سلسلة محادثات مع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ومع نظيره ناصر بوريطة، وكذا مع المدير العام للأمن الوطني، المدير العام لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي.
وتعتبر الولايات المتحدة، أن المغرب يظل شريكا في العديد من القضايا الأمنية، كما يؤكد ذلك التعاون العسكري الوثيق بين البلدين من خلال التمرينات العسكرية المشتركة وبرامج التدريب، وبخصوص الجانب الأمني على الصعيدين الإقليمي والدولي، أبرزت واشنطن المساهمة المحورية للمغرب، “الذي يضطلع بدور رائد في المجال الأمني إفريقيا”، وسجلت وزارة الخارجية الأمريكية أن “المغرب يعد، بفضل قيادة جلالة الملك محمد السادس، فاعلا رئيسيا في المواجهة العالمية ضد الإرهاب”، مذكرة بأن المملكة رئيس مشارك للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، كما ترأس مجموعة العمل التابعة للمنتدى المعنية بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب، حيث نوهت الولايات المتحدة بالمغرب بوصفه “رائدا إقليميا في تعزيز التعايش الديني والحوار بين الأديان”.