*محمد عفري
من حق مدينة الداخلة، لؤلؤة الأقاليم الجنوبية بالمغرب،أن تزهو بنفسها باختيارها وجهة للأحلام وفق استطلاع للرأي تم ما بين 15 ماي و 15 من طرف توريسما والكنفدرالية الوطنية للسياحة..
لا يتوقف اختيار هذه المدينة الشاطئية الجميلة، وجهة للأحلام، على بنياتها السياحية التي جعلتها قبلة لحجاج من نوع خاص تستهويهم كثبان الرمال في تلاقيها مع أمواج المحيط الأطلسي، أكثر من موقعها المتميز الذي يجمع بين اعتدال الطقس في الصيف حيث يفر المرء من لفحات القيظ وفي الشتاء من قسوة القر الجاثم على معظم ربوع المملكة و بين جمال طبيعتها المتنوعة التي تعتبر جامعا لمفاتن جمال الفصول الأربعة على امتداد السنة بالكامل .
من موقعها كشبه جزيرة ،تطل الداخلة التي صدق من وصفها بلؤلؤة الصحراء المغربية مدينة هادئة حتى مع عنفوان مياه المحيط بين الفينة والأخرى، قبلة للسياح والرياضيين المهووسين بركوب الموج من كل أنحاء العالم ، كما هي قبلة للباحثين عن نعمة الراحة والاستراحة من روتين المال والأعمال والمضاربات مختلفة القيمة والنوع.
لا أحد يشكك في أن أسباب اختيار مدينة الداخلة وجهة الأحلام لسنة 2021 تعود إلى كونها تتوفر على مؤهلات طبيعية جذابة تجعل منها منافسا حقيقيا لباقي المناطق السياحية العالمية. كما لا احد يمكنه أن يشك قيد أنملة في أن هذه المدينة الجذابة ستحظى في المستقبل القريب بشرف تنظيم عدد من التظاهرات الوطنية والدولية، ليس اقتصارا على الرياضة كركوب الأمواج و إنما على مستوى السياسة والدبلوماسية والاقتصاد و العلاقات الدولية المختلفة و الاستثمارات العملاقة..
الأحد الماضي، المُوافق للعاشر من يناير الجاري كانت الداخلة الفريدة بموقعها الساحلي بالاقاليم الصحراء المغربية على موعد مع التاريخ . لقد صعد سهم هذه المدينة الخلابة في بورصة الوجهات العالمية قفزة صاروخية حين حل بها وفد أمريكي رفيع المستوى ليجعل منها فعلا وجهة للأحلام ،تتعدى في قيمتها وحمولتها، السياحة إلى السياسة والدبلوماسية والاقتصاد بكل أوجهه.
لقد اختارت الولايات المتحدة الأمريكية أن تفتتح رسميا الأحد الماضي تمثيلية دبلوماسية لها بهذه المدينة التي تعتبر محطة مفصلية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.افتتاح هذه القنصلية بهذه المدينة، إن كان فيه ضربة موجعة لأعداء المغرب في وحدته الترابية، وفي مقدمتهم الجزائر وكيان ” بوليساريو” الوهمي،فإنه أعطى كامل الاعتراف الرسمي للولايات المتحدة الأمريكية لسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية دون استثناء و بلا منازع ..
في كلمة لمساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ديفيد شينكر، بمناسبة افتتاح هذه القنصلية ، شدد على أن المغرب شريك محوري للاستقرار الإقليمي بالمنطقة، مشيرا إلى أنه البلد الوحيد في إفريقيا الذي تجمعه اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية.هذا إن عنى شيئا فإن المفهوم منه أشياءُ، لخّصها هذا الدبلوماسي في الشراكة العسكرية الواسعة التي تجمع الولايات المتحدة الأمريكية مع المغرب، كما لخّصها، أيضا، في أن الصادرات المغربية إلى الولايات المتحدة منذ دخول اتفاق التبادل الحر حيز التنفيذ تضاعفت في عام 2006،كما نمت فيها قيمة التجارة الثنائية بين البلدين خمسة أضعاف .أما مستقبل هذه العلاقات فلخصها المسؤول الأمريكي ذاته في كون أهداف السياسة الخارجية المشتركة للولايات المتحدة الأمريكية مع المغرب ستسير إلى الاستمرار بقوة أكبر وبازدهار أكثر.
لهذا ولأجله، فإن مدينة الداخلة فعلا ، وجهة لكل لأحلام المتنوعة التي يمكنها أن تتحقق على أرض الواقع وفي الوقت القريب..