حققت القوات المسلحة الملكية سنة 2023 صفقات قياسية لتحديث الترسانة الدفاعية والهجومية، وإرساء منظومة الصناعة الحربية، حيث عرفت السنة الجارية رفعا جديدا في ميزانية الدفاع لتصل إلى 124 مليار درهم، وصفقات عملاقة تشمل المسيرات الهجومية والاستطلاعية، ومنظومات صواريخ دفاعية، فضلا عن تحديث طائرات “إف 16″، وترسانة مضادات الدبابات القتالية.
وعرفت صفقة صواريخ “هيمارس” الأمريكية الحدث الأبرز خلال سنة 2023، بصفقة تاريخية فاقت نصف مليار دولار، ستساهم في رفع منسوب جاهزية الدرع الدفاعي الصاروخي للقوات المسلحة الملكية.
و وجدت صواريخ “بولس” الإسرائيلية المتطورة، ومواطنتها “BARAK-MX”، طريقها هاته السنة إلى القوات المسلحة الملكية، وهو الحال لدى النظام الصاروخي الصيني المضاد للدبابات والمدرعات؛ وجميعها بالإضافة إلى صواريخ “هيمارس” تشكل درعا حديديا صلبا.
وعلى المستوى الجوي، كانت 2023 مناسبة مهمة لإعلان بدء تصنيع الضيف الجديد على السماء المغربية، وهي مروحيات “أباتشي” الفتاكة، بحيث ستحصل المملكة المغربية على 24 قطعة منها، ما سيساهم أيضا في تقوية قدرات المراقبة والهجوم على الأهداف العدوة والمهددة للتراب المغربي.
طائرات “إف 16” المغربية الجديدة من نوع “F16 BLOCK 72” تستعد وفق ما كشفه مسؤول في شركة “L3Harris” هاته السنة، لـ “breakingdefence”، للتزود بأحدث أنظمة التشويش والمراقبة، وهو “ViperShield”.
“SpyX”، وهي أحدث الدرونات الانتحارية الإسرائيلية، حصل عليها المغرب أيضا هاته السنة، وقد لوحظ ظهورها في رمال الصحراء المغربية. كما أن “أكينجي” التركية هي الأخرى ارتبط اسمها بالمملكة المغربية هاته السنة.
اهتمام القوات المسلحة الملكية بالدرونات هاته السنة كان قويا، لكنه وهو ما كان لافتا لم يرتبط بسوق واحدة، بل عرف تنوعا كبيرا، إذ سبق أن كشفت تقارير إعلامية إسبانية حصول المغرب على “wing long 2” الفتاكة من الصين الشعبية.
وعلى المستوى البري كان إعلان وزارة الدفاع الأمريكية حصول المغرب على نسخة مطورة من قذائف “تاو” الدفاعية المتطورة، والمضادة للدبابات، حدثا مهما من شأنه أن يزيد من تقوية الصد الدفاعي للمدرعات المغربية ضد نظيرتها من العدو.
أما في ما يتعلق بـ”ورش إرساء منظومة صناعية للأسلحة” فقد ظهر في تقرير لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج حول الميزانيات الفرعية برسم السنة المالية 2024 عزم المملكة إعداد تصور لإحداث مناطق صناعية مختصة في مجال الصناعة الدفاعية.
كشف تقرير نشرته مجلة “فوربس” الأمريكية أن استحواذات المغرب الأخيرة على أنظمة أسلحة إسرائيلية وتركية ، حيث أشارت المجلة الأمريكية أن المغرب يأمن من خلال امتلكه لهذه الأسلحة أن يحقق توفقا عسكريا في المنطقة، و وفقا للتقرير فقد حصل المغرب على كل هذه الأنظمة باستثناء نظام لورا. كما تلقت الرباط مؤخرًا أول شحنة من أنظمة باراك إم إكس الإسرائيلية التي طلبتها كجزء من صفقة بقيمة 500 مليون دولار تم التوصل إليها في عام 2022.
وحصل المغرب لأول مرة على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار الإسرائيلية في عام 2014 عندما حصل على ثلاث طائرات بدون طيار من طراز هيرون كجزء من صفقة بوساطة فرنسية. ومنذ تطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات أبراهام لعام 2020 التي رعتها الولايات المتحدة، اشترت أيضًا طائرات هاروب وطائرات بدون طيار إسرائيلية أخرى بأعداد أكبر بكثير.
كما طلبت الرباط ما لا يقل عن 19 طائرة بدون طيار من طراز TB2 في تركيا على دفعتين في نفس الفترة. ويشاع أيضًا أنها مهتمة بالحصول على طائرة أكينجي التركية بدون طيار الأكبر حجمًا والأكثر تطورًا، والتي تحتوي على أجهزة استشعار متقدمة ويمكنها حمل كميات أكبر بكثير من الذخائر من سابقتها TB2.
وأكد تقرير فوربس أن مثل هذه الطائرات بدون طيار غيرت ديناميكية صراع الصحراء المتجمد منذ فترة طويلة، و ظل صراع الصحراء بين المغرب و جبهة البوليساريو مجمداً منذ وقف إطلاق النار عام 1991. وقد بدأ هذا يتغير، ويرجع ذلك أساسًا إلى هذه الطائرات بدون طيار.
وكما أشار تقرير استقصائي فإن اقتناء المغرب الأخير للطائرات بدون طيار أدى بسرعة إلى جعل “الحرب غير المتكافئة بالفعل بين المغرب وجبهة البوليساريو غير متكافئة على الإطلاق” لأن هذه التقنيات تعزز بشكل كبير قدرات المراقبة والضرب من الرباط لاستهداف البوليساريو وتسللها الى الصحراء مع الإفلات من العقاب. وقد تؤدي حملة متواصلة من الغارات المغربية بطائرات بدون طيار ضد جبهة البوليساريو إلى تصاعد الصراع إلى حرب متجددة لها تداعيات إقليمية.
وإذا حدث ذلك وأدى إلى اشتباكات بين المغرب والجزائر، كما رجح التقرير، فقد تعتمد الرباط على محاكاة نهج الأسلحة المشتركة لأذربيجان باستخدام نفس هذه الأنظمة المتقدمة دفاعيًا وهجوميًا. يمكن أن يشمل مثل هذا السيناريو استهداف طائراتHaropsللدفاعات الجوية الجزائرية، وطائرات TB2، وربماAkincis، وضرب القوات البرية الجزائرية بالقرب من الحدود، واعتراض أنظمة باراك للصواريخ الجزائرية.