وزعت مليوني جرعة من لقاح “أسترازينيكا” على مختلف جهات المغرب، تحت حراسة أمنية مشددة، تمكنت خلالها الأجهزة الأمنية من تسطير خطة أمنية محكمة بتنسيق مع مصالح السلطات العمومية ومصالح وزارة الصحة، لتأمين نقل وتوزيع جرعات اللقاح في ظروف أمنية وصحية تحفظ سلامة الللقاحات، وتحرص على تسهيل عمل شاحنات النقل المختصة في نقل الأدوية و توصيل اللقاحات بشكل آمن وتحت درجة حرارة معينة، وتسهيل تحركات ومرور الشاحنات من الدار البيضاء الى المدن.
وظهرت مواكب نقل اللقاحات الى المدن، عبر الطرقات والطرق السيارة، تحت حراسة أمنية محكمة، جعلت سكان المدن يستشعرون برهبة اللحظة وقيمة اللقاح في مواجهة وباء “كورونا”، وبداية لخط عنوان نهاية مرحلة الوباء، حيث تعبأت جميع المصالح الأمنية من الأمن الوطني و الدرك الملكي، لحماية جرعات اللقاح بتنسيق مع الأطر الصحية، لنقل اللقاحات من وكالة التثليج بالدار البيضاء الى الصيدليات العامة بعدد من المدن، والتأشير على وصول اللقاحات تحت درجة حرارة معينة، قبل الإنطلاق في عمليات التلقيح.
وانطلق بدء توزيع الدفعات الأولى للقاح على مختلف جهات المملكة ، حيث قامت وزارة الصحة، بتعبئة الوسائل البشرية والمادية اللازمة ، حتى تمر الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا ( كوفيد -19) في أحسن الظروف ، وفي هذا السياق قدم مسؤولون من وزارة الصحة ، كانوا متواجدين بمقر الوكالة المستقلة للتثليج بالدار البيضاء (RAFC) ، حيث يتم تخزين اللقاحات في ظل ظروف آمنة للغاية ، معطيات ضافية بشأن التدابير المعتمدة فيما يتعلق بالموارد البشرية والقدرات اللوجيستيكية والتقنية ، المعبأة لهذه الغاية ، علاوة على طبيعة الشراكات مع الفاعلين بالقطاع الخاص المنخرطين في هذه الحملة.
وأبرز عهدي محجوب مدير التموين بوزارة الصحة ، في تصريح صحافي ، أنه عملا بالتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وفي إطار الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد -19 ، قامت وزارة الصحة بتعبئة وسائل بشرية ولوجستيكية وتقنية هائلة ، من أجل إنجاح حملة التلقيح ، وأضاف أن هذه العملية التي تعرف تعبئة أطباء وصيادلة وممرضات وممرضين ، وتقنيين وإداريين ، تطلبت إقامة شراكات مع القطاع الخاص للاستفادة من خبراته من الناحية اللوجستيكية والتقنية.
و أكد محجوب ، أن وزارة الصحة وفرت سعة تخزين تتجاوز 50 ألف متر مكعب، ولفت محجوب ، أيضا إلى أنه تم تعزيز السعة التخزينية للصيدليات الإقليمية ، ومراكز التطعيم أو التلقيح ، من خلال اقتناء وسائل تقنية وتجهيزات مهمة خاصة بالتبريد ، وحسب محجوب فقد تم كذلك إنشاء تطبيقات ملعوماتية، تتيح التتبع الرقمي للعملية برمتها، من الاستلام إلى التسليم ، مع مراقبة درجة الحرارة بشكل يضمن حفظ اللقاح وفقا للمعايير الدولية.
و قام وزير الصحة خالد آيت الطالب بزيارة تفقدية لموقع الوكالة المستقلة للتثليج بالدار البيضاء ، من أجل الاطمئنان على حسن سير مختلف مراحل هذه العملية من حيث التخزين. والنقل والتوزيع ، وتجدر الإشارة إلى أن المغرب تسلم يوم الجمعة الماضي ، شحنة أولى من لقاح أسترازينيكا / Astrazeneca / البريطاني المصنوع في الهند ، كما سيحصل ، الأربعاء القادم ، على أول شحنة لقاح SinoPharm القادم من الصين ، واقتنى المغرب، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، كمية من اللقاحات لفائدة 33 مليون نسمة (66 مليون جرعة من اللقاح).
و تم تطوير اللقاحين اللذين اختارهما المغرب “أسترازينكا وسينوفارم” في احترام تام للمعايير الدولية، بالإضافة إلى ملاءمتهما لمعايير الجودة والسلامة الصحية، في المقابل، من المحتمل أن ينجم عن اللقاح ضد كوفيد-19، كما هو الشأن بالنسبة لكل الأدوية والمنتوجات الصحية، آثار جانبية لدى البعض. فما هي هذه الآثار الجانبية ؟ وكيف يمكن ملاحظتها ؟ وهل يمكن أن تكون أكثر خطورة ؟ يجيب موقع www.liqahcorona.ma عن هذه الأسئلة وغيرها. آثار جانبية خفيفة إلى متوسطة، و بالنسبة للقاحات التي تم اختيارها من طرف المغرب وكذلك بالنسبة لأي لقاح، تم الإبلاغ عن آثار جانبية خفيفة إلى متوسطة من طرف عدد قليل من المشاركين في التجارب السريرية بالمغرب. وتختفي هذه الآثار الجانبية الخفيفة أو المتوسطة تلقائيا، وتتمثل في ردود فعل موضعية (ألم، طفح جلدي، أو احمرار في موضع الحقن، و ردود فعل نظامية (حمى، انزعاج خفيف، آلام عضلية، آلام في الرأس، آلام في المفاصل”، حيث لم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية خطيرة، حيث وأكدت النتائج الأولية أن هذه الآثار الجانبية كانت عابرة مقارنة بلقاحات أخرى من نفس النوع ولم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية خطيرة.
وتعرف المراقبة عبر منصة “يقظة”، من أجل مراقبة كل هذه التطورات التي تلي عملية التلقيح والتفاعل في الوقت المناسب، وضعت وزارة الصحة رهن إشارة المستفيدين من اللقاح منصة “يقظة”، التي ستمكنهم من الاستفادة عن بعد من تتبع سلامتهم التلقيحية، عبر التبليغ عن كل آثار جانبية غير مرغوب فيها بعد الجرعة الأولى أو الثانية من اللقاح الذي سيتلقونه. كما ستمكنهم من التفاعل بشكل مستمر مع الطبيب المدرج في هذه المنصة وفقا لقربه من الشخص الملقح.