مع انتهاء فترة الانتقالات الصيفية وتعزيز صفوف فريق الوداد الرياضي بـ 19 لاعبًا جديدًا، يجد المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا نفسه أمام تحدٍ استراتيجي مزدوج: ليس فقط في تحقيق النتائج الفورية، بل أيضًا في بناء فريق متماسك وقادر على المنافسة في البطولات المحلية.
من الناحية التكتيكية، يبدو أن موكوينا يواجه معضلة تقليدية للمدربين الذين يستلمون فرقًا تشهد تغييرات كبيرة في عناصرها. فالتعاقدات المتعددة قد تكون سلاحًا ذا حدين؛ فمن جهة، توفر هذه التعاقدات خيارات متنوعة لتجديد أسلوب اللعب وتغطية نقاط الضعف، ولكن من جهة أخرى، قد تؤدي كثرة اللاعبين الجدد إلى اختلال في الانسجام بين الخطوط، مما يحتاج إلى وقت لتشكيل الهوية الفنية الجماعية للفريق.
في ظل هذه التحديات، يأتي الضغط الأكبر على موكوينا من ضرورة إيجاد توليفة مثالية توازن بين اللاعبين القدامى والجدد. فالفريق يعاني من فقدان هوية واضحة منذ الموسم الماضي، وبالتالي، فإن هذه التعاقدات الجديدة تهدف بشكل أساسي إلى سد الثغرات.
ومع ذلك، يبقى الانسجام عاملًا رئيسيًا لتحقيق النجاح على أرض الملعب، وهو ما يبدو أن المدرب ما يزال يعمل عليه قبل مواجهة الدفاع الحسني الجديدي.
تأتي هذه المباراة بمثابة اختبار عملي لموكوينا؛ إذ تمثل الفرصة الأخيرة لاختبار التكتيكات التي تمت تجربتها خلال فترة الإعداد. المباراة لا تقتصر على مجرد البحث عن الفوز، بل هي محطة حاسمة في تحديد ملامح التشكيلة التي يمكن أن يعتمد عليها المدرب في المدى الطويل.
وقد يكون الانسجام بين اللاعبين الجدد ومساهمتهم في تحقيق التوازن المطلوب هو المؤشر الأساسي على مدى نجاح التعاقدات التي أبرمها النادي خلال الميركاتو.
من زاوية أخرى، يستفيد الوداد هذا الموسم من غيابه عن المنافسات القارية مثل دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية، وهو ما يمنح موكوينا وقتا إضافيا للعمل على تحسين أداء الفريق بعيدًا عن ضغوط المباريات الدولية. هذا الفارق الزمني قد يمثل ميزة نسبية على الفرق الأخرى التي تعاني من ضغط الجدول المزدحم، مثل الرجاء الرياضي ونهضة بركان.
تحليلًا للوضع، يمكن القول إن موكوينا أمامه فرصة ذهبية لاستغلال هذا الموسم بشكل استراتيجي لإعادة بناء الفريق. لكن التحدي الحقيقي يكمن في قدرته على استغلال فترة الاستراحة القارية لبناء توليفة قوية ومستدامة.
ففي حين أن الغياب عن المنافسات الإفريقية قد يقلل من الضغوط على المدى القصير، إلا أن الجماهير لن تقبل بأقل من أداء قوي يليق بتاريخ النادي، مما يزيد من أهمية كل مباراة في المرحلة المقبلة.
في النهاية، النجاح في تحقيق هذا التوازن بين التكتيك والانسجام سيكون المحدد الرئيسي لما إذا كان الوداد قادرًا على العودة إلى منصات التتويج، أو سيظل يعاني من التذبذب الذي شهده في المواسم الأخيرة.