خرجت حكومة أخنوش، عن صمتها في قضية “الهجرة الجماعية للشباب”، بعد خمسة أيام من الغياب الحكومي و الصمت الغريب على ما اسمته المعارضة “بالكارثة الإجتماعية” في محاولة شباب الهجرة السرية بشكل جماعي، حيث خرج مصطفى بايتاس الناطق الرسمي باسم الحكومة، اول امس الخميس، بالقول على أن الهجرة غير النظامية ظاهرة عالمية، قائلا أنه جرت متابعة 152 شخصا بتهمة التحريض على الهجرة غير القانونية، ارتباطا بما شهدته مدينة الفنيدق، وأضاف بايتاس خلال الندوة الصحافية التي أعقبت اجتماع المجلس الحكومي أن إشكالية الهجرة ظاهرة متواجدة في مختلف الدول، وتتكرر في مجموعة كبيرة من الدول، وليس في المغرب فقط، وتأسف الوزير للواقعة، ولما يتم من تحريض لبعض الشباب من طرف جهات غير معروفة، عبر استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لتعبئتهم، معلنا عن تقديم 152 شخصا أمام أنظار العدالة، بتهمة التحريض على الهجرة غير القانونية، وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة أنه تم إفشال كل المحاولات التي قام بها الشباب لدخول مدينة سبتة المحتلة، موضحا أن عدد الأشخاص الذين حاولوا الهجرة بلغ 3 آلاف شخص.
من جهته قال حزب التقدم والاشتراكية إن محاولة الهجرة الجماعية التي شهدها معبر سبتة المحتلة، واقعة صادمة، تشكل مساءلة حقيقية لجميع دوائر القرار حول نجاعة السياسات العمومية، وتفرض تصحيح المسار الاقتصادي للبلاد، وضخ نفس ديمقراطي وحقوقي جديد.
وعبر المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في تصريح حول الموضوع، عن قلقه العميق، من المشاهد الصادمة لمحاولات القيام بهجرة جماعية من طرف آلاف الشباب والقاصرين، مغاربة ومن جنسياتٍ أخرى، وذلك تفاعلاً منهم مع نداءاتٍ مجهولة المصدر والخلفية.
وأكد الحزب على أن هذه الواقعة الصادمة تشكل مُساءلةً حقيقية لكل الفعاليات والمؤسسات والوسائط المجتمعية وجميع دوائر القرار، حول نجاعة السياسات العمومية المنتهجة بالمغرب، ودرجة إدماج وانخراط وتَمَلُّكِ جميع شرائح المجتمع، ولا سيما فئة الشباب، للمسار التنموي الوطني، ولفت التقدم والاشتراكية إلى أن ما ينبغي التركيزُ عليه أكثر هو تلك الرغبة العارمة التي باتت تسكنُ عدداً كبيراً من الشباب المغربي في مغادرة بلادهم ولو نحو آفاقٍ غامضة، فقط انطلاقاً من رفض واقعهم المتسم بكثيرٍ من المعاناة وانسداد الآفاق.
ونبه الحزب إلى أن المغرب ورغم كل المكتسبات التي حققها، فإنه ما زال في حاجة إلى مزيدٍ من الاجتهاد لأجل توفير شروط العيش الكريم للجميع، وتحرير طاقات كافة بناته وأبنائه في كل ربوع الوطن، وإلى استعادة الثقة، وإلى مصداقية المؤسسات، وإلى مُصالحة الشباب مع الشأن العام، وإلى توسيع فضاء الحريات والديموقراطية، وإلى تصحيح المسار الاقتصادي وتقوية القدرات الإنتاجية، وإلى خلق فرص الشغل اللائق، وإلى توفير شروط تعليمٍ جيد ونظامٍ صحي ناجع، وإلى إقرار العدالة الاجتماعية والإنصاف المجالي، وإلى التوزيع المتكافئ للثروات.
وأضاف الحزب أنه وعلى الرغم من المكتسبات العديدة التي تحققت في شتى المجالات، إلا أن نقائص عميقة ومتعددة ظلت ولا تزال قائمةً، ومن بينها تفاقُمُ الفوارق المجالية الصارخة، وبقاءُ ملايين المواطنات والمواطنين على هامش عجلة التنمية، وأساساً منهم الشباب الذين تتعمق معاناتهم ويوجد الملايين منهم في وضعية “لا شغل، لا تكوين ولا تعليم”، مؤكدا ان هذه الأوضاع، حسب ذات المصدر، تقتضي المراجعة العميقة لعددٍ من التوجهات التي تسيرُ عليها الحكومة الحالية، المُطالَبَة بالانتباه إلى نبض المجتمع، عوض الاستمرار في الغياب السياسي والصمت التواصلي المُدوِّي، وعوض التَّــــبَــجُّــــحِ بإنجازاتٍ اقتصادية واجتماعية يُكَـــــذِّبُها الواقعُ المتسم بغلاء الأسعار وإفلاس المقاولات والارتفاع غير المسبوق لمعدلات البطالة والتعثر في معالجة عدد من الملفات الاجتماعية، وعوض التعبير عن الارتياح المفرط والرضى عن الذات في تجاهلٍ تام لمعضلة التراجع المُــخيف لِـــنِــــسَـــبِ المشاركة السياسية.
وجدد حزب الكتاب نداءه من أجل تفعيل جيل جديدٍ من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لضمان إدماج كافة المغاربة في مسار البناء التنموي الوطني، والاستفادة المتكافئة والعادلة من ثمراته، وضخِّ نَفَسٍ ديمقراطي وحقوقيِّ جديد في الفضاء السياسي الوطني، وفتح آفاق الأمل واسترجاع الثقة، وتوفير شروط الكرامة، وتقوية روابط الشعور بالانتماء إلى الوطن، وتعزيز عوامل التعلق به، وتملُّك مشروعه المجتمعي
مع توالي الانتقادات للحكومة بسبب “فشل” سياساتها الاجتماعية، خاصة بعد أحداث الهجرة الجماعية التي شهدتها مدينة الفنيدق في الأيام الماضية، خرجت الحكومة عبر الناطق الرسمي باسمها مصطفى بايتاس لتدافع عن المنجزات، وتعتبر الأرقام المحققة اجتماعيا “كبيرة”، قال بايتاس في الندوة الصحافية الأسبوعية للحكومة، إن 35 مليار درهم تم تقديمها للأسر المحتاجة، عبر الدعم الاجتماعي المباشر و”أمو تضامن” الذي استهدف الأسر المحتاجة، وأضاف أن الدعم مستمر عبر صندوق القاصة، إضافة إلى مجهودات فيما يتعلق بدعم السكن، فضلا عن أنه في نهاية شتنبر الجاري سيصل عدد التلاميذ المستفيدين من دعم الدخول المدرسي الذي عوض برنامج “مليون محفظة” إلى حوالي 3 ملايين طفل سيستفيدون من دعم 200 أو 300 درهم.
واعتبر الوزير أن الأرقام التي حققتها الحكومة في الجانب الاجتماعي كبيرة في ظل الإمكانيات المتوفرة، وهذا المجهود الاجتماعي تم دون تعميق العجز، ودون الرفع من المديونية التي عملت الحكومة على خفضها إلى 69 في المئة وتسير نحو الوصول إلى 68 في المئة بعدما كانت 72 في المئة، وهو ما يبرز أنه وبالرغم من الظروف فإن هناك مجهودا كبيرا، والعمل سيستمر في إطار الدولة الاجتماعية، وغيرها من المشاريع.