شدد رؤساء وفود دول جزر المحيط الهادي ، على أن “جهة الصحراء جزء لا يتجزأ من تراب المملكة المغربية”، معبرين عن “دعمهم للجهود المبذولة تحت الإشراف الحصري للأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل واقعي وبراغماتي ومستدام لهذا النزاع الإقليمي، في احترام تام للوحدة الترابية للمغرب وسيادته الوطنية”.
شدد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بمدينة العيون،على أن ” المغرب يحترم صلاحيات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بخصوص تعيين مبعوث شخصي جديد للصحراء”.
وأكد بوريطة، عقب اختتام أشغال الدورة الثالثة لمنتدى المغرب -دول جزر المحيط الهادي، التي نظمت تحت شعار “توطيد علاقات التعاون وتنفيذ الالتزامات ذات الصلة وتوحيد الأصوات وتعزيز الرخاء المشترك”، على أن “المغرب لا يتدخل في صلاحيات الأمين العام للأمم المتحدة، ويظل، في الوقت نفسه، متشبثا والمبادئ والمحددات التي يتبناها مجلس الأمن لإيجاد حل لقضية الصحراء”.
وشدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على أن “هذه المبادئ والمحددات التي تتشبث بها المملكة تنسجم مع قرارات الأمم المتحدة حول قضية الصحراء المغربية”، مذكّرا في الوقت ذاته بموقف دول جزر المحيط الهادئ بمقتضى “إعلان العيون”، والذي شدد على أن إيجاد حل للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية لا يمكن أن يتم إلا “في احترام تام لوحدة المغرب الترابية وسيادته الوطنية”.
وأكد المغرب ودول جزر المحيط الهادي، بالعيون، التزامهما بتعزيز تعاونهما في إطار روح التضامن واحترام الأولويات الوطنية، حيث جاء في “إعلان العيون” الذي توج أشغال الدورة الثالثة لمنتدى المغرب-دول جزر المحيط الهادي، “نجدد التأكيد على التزامنا بتعزيز التعاون بين المملكة المغربية ودول جزر المحيط الهادي لما فيه مصلحة الطرفين ، في إطار التعاون جنوب-جنوب، وروح التضامن ووفق ما تقتضيه الأولويات الوطنية”.
وأعرب الموقعون على إعلان العيون عن “امتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على رؤية المملكة ورغبتها ” في الارتقاء بعلاقاتها مع دول جزر المحيط الهادي إلى مستويات “غير مسبوقة” في مختلف مجالات التعاون، مسجلين أن منتدى العيون يشكل أرضية لتوطيد الحوار حول التحديات المشتركة والتعاون في الميادين ذات الاهتمام المشترك، حيث تم بالمناسبة اعتماد خارطات طريق ترسي لبنات للتعاون بين المغرب وكل بلد من البلدان المشاركة ، على مدى ثلاث سنوات.
وأشار الإعلان، الى أن آليات ستحدد أهداف ومجالات ووسائل التمويل وصيغ تفعيل المشاريع المشمولة بخارطات الطريق هاته ، على أساس دراسة أولية وبناء على تحليل شامل لإمكانات التعاون وتقاسم تجارب المغرب في كل مجال منتقى، مع أخذ احتياجات وانتظارات البلدان الشريكة بعين الاعتبار.
ويلتزم المغرب وشركاؤه من دول جزر المحيط الهادي أيضا “عن حسن نية”، بالعمل على تحقيق الأهداف المحددة في خارطات الطريق بالعيون لتعزيز تعاونهما ، مع التأكيد على ضرورة تضافر الجهود لعقد الدورة الرابعة من هذا المنتدى بمنطقة دول جزر المحيط الهادي سنة 2023، وإجراء تقييم سنوي للتقدم المحرز في أجرأة الإعلان كما خارطات الطريق، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي ظل حسه التضامني ووعيه بهشاشة دول جزر المحيط الهادي إزاء انعكاسات التغيرات المناخية، يلتزم المغرب بتقاسم تجربته وخبرته في مجالات التغيرات المناخية والتعليم والتكوين والفلاحة، بالإضافة إلى الصيد البحري والأمن الغذائي، والسياحة والصحة.
وأبدى رؤساء وفود دول جزر المحيط الهادي ، ارتياحهم لجهود التنسيق من أجل تنفيذ الأهداف المشتركة المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين والتنمية المستدامة، مؤكدين إرادتهم القوية للدعم المتبادل لمواقفهما بالأمم المتحدة وفي منظمات دولية أخرى.