دعت اللجنة العلمية والتقنية الاستشارية بوزارة الصحة، الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي أو أمراض القلب والأوعية الدموية، ليتحلوا بالمزيد من اليقظة، معتبرة، أن خطر حدوث مضاعفات تظل أكثر تواترا لدى الأشخاص ذوي الهشاشة.
وكشف البروفيسور شكيب عبد الفتاح، عضو “اللجنة العلمية لكورونا”، أ قرار منع التنقل من وإلى ثماني مدن مغربية تعرف حالة وبائية مرتفعة جاء لمنع انتشار العدوى في المغرب، كاشفاً أن شخصا حاملا للفيروس دون أعراض في حالة تنقله من هذه المدن لقضاء العيد مع عائلته يمكن أن ينقل العدوى إلى 5 حتى 10 أفراد حسب عدد الأيام، ويرتفع هذا الرقم إلى 30 شخصاً إذا أمضى 10 أيام، وأضاف “إذا كان لدينا 500 مريض بدون أعراض في طنجة، ذهبوا لقضاء عيد الأضحى في مدن مختلفة، فعليكم أن تتصوروا ماذا يمكن أن يقع، أي انتشار سريع للوباء؛ وبالتالي سيصبح هؤلاء بمثابة موزعي الفيروس بالمغرب”.
وتتوقّع اللجنة العلمية الاستشارية الخاصة بفيروس كورونا المستجد بالمغرب أن ترتفع حالات الإصابة خلال وبعد عيد الأضحى، وهي المناسبة الدينية التي تتزامن مع نهاية شهر يوليوز الجاري.
كشفت وزارة الصحة، عن ارتفاع غير مسبوق في صفوف الحالات الحرجة والخطيرة لمرضى كورونا، إذ بلغت إلى غاية مساء اليوم 72 حالة، ونبه البروفيسور هشام عفيف، الشباب إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر بشأن نقل الإصابة إلى المصابين بالأمراض المزمنة، لاسيما أن المرضى من فئة الشباب هم بدون أعراض مرضية، لكنهم يمكن أن ينقلوا العدوى بسهولة.
وأكد البروفيسور هشام عفيف المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، أن ارتفاع الحالات في الأيام الماضية يبين أن المغرب لم يصل إلى مرحلة تسقيف الإصابات، وهو ما يفرض بحسبه المزيد من الاحتياطات والإجراءات في التعامل مع الوباء.
وشددت اللجنة، على أن الشباب، الذين لا تظهر عليهم أية أعراض، مدعوون للحد قدر الإمكان من أي اتصال جسدي مع الأشخاص المرضى أو كبار السن، داعين هذه الفئة إلى التحلي بروح المسؤولية وعدم تعريض أقربائهم لمخاطر يمكن أن تكلفهم حياتهم.
وكان بلاغ مشترك لوزارتي الداخلية والصحة أفاد، أمس الأحد، بأنه أخذا بعين الاعتبار للارتفاع الكبير ، خلال الأيام الأخيرة ، في عدد الإصابات بفيروس “كورونا” بمجموعة من العمالات والأقاليم، فقد تقرر ابتداء من أمس عند منتصف الليل، منع التنقل انطلاقا من أو في اتجاه مدن طنجة، تطوان، فاس، مكناس، الدار البيضاء، برشيد، سطات ومراكش.
شدد وزير الصحة، على أن” انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″ مرتبط بشكل وثيق بتنقل الأشخاص، مشيرا إلى ” الارتفاع المقلق لمعدلات تكاثر الفيروس “، موضحا ” خلال ندوة صحفية غداة قرار منع التنقل من أو إلى ثماني مدن مغربية، أن ” أكثر مدن المملكة ارتيادا كانت هدفا سهلا للفيروس “، مشيرا إلى أن “الارتفاع المقلق في معدلات تكاثر الفيروس في بعص المدن، حيث بلغت 1.9 في طنجة، و1.7 في فاس أو حتى 2.35 في برشيد”، مسجلا أن حوالي 46 بالمائة من الأشخاص في الإنعاش يوجدون في طنجة.
و أثار الوزير، الانتباه إلى تسجيل تزايد في عدد حالات الإصابة والحالات الحرجة والوفيات في مدن المملكة الثماني المعنية بالقرار الحكومي الأخير، موضحا “أن جهة الدار البيضاء – سطات، التي سجلت حوالي 2900 حالة إصابة ما بين 12 مارس و14 يونيو الماضيين، أحصت ما لا يقل عن 2162 حالة في ظرف أسبوعين.
وسجل أن “هذا الوضع يعكس سرعة انتشار فيروس كورونا المستجد في المملكة”، داعيا المواطنين إلى توخي الحذر واحترام الإجراءات الاحترازية والوقائية التي توصي بها الوزارة، وفي معرض تطرقه لخطر الإصابة، سجل آيت الطالب أن الشباب ليسوا أقل عرضة للإصابة من كبار السن، مشيرا بالمقابل إلى أن مناعتهم أقوى.
و أكد وزير الصحة خالد آيت الطالب، أن الوضعية الوبائية المرتبطة بجائحة (كوفيد-19) أصبحت “تدعو للقلق”، اعتبارا لارتفاع الحالات الحرجة والحاملة للأعراض والوفيات، وتابع آيت الطالب، أن “ما تم تسجيله من إصابات ب(كوفيد-19) في ظرف أسبوع واحد يتجاوز الحصيلة المسجلة خلال أربعة أشهر بالمغرب”.
وطمأن بأن الوضعية “إذا كانت تدعو للقلق، فإنها لا تعني خارج السيطرة”، إلا أنه لم يخف توجسه من “الارتفاع المتزايد لحالات الإصابة بالوباء” خلال الأيام الأخيرة، الشيء الذي استدعى القرار الحكومي الأخير.
وكشف الوزير أنه منذ الإعلان عن التخفيف التدريجي لحالة الطوارئ الصحية، عرفت العمالات والأقاليم المعنية بقرار منع التنقل منها وإليها (طنجة وتطوان وفاس ومكناس والدار البيضاء وبرشيد وسطات ومراكش) ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة ب(كوفيد-19).
ولدى تطرقه للقرار المعلن من طرف وزارتي الصحة والداخلية، قال السيد آيت الطالب إنه متفهم “للغضب” الذي عبر عنه بعض المواطنين، مجددا مع ذلك التأكيد على أن الفيروس “لا يمهل “.
وأشاد ، بالالتزام غير المشروط الذي أبان عنه المواطنون طيلة فترة الحجر الصحي، داعيا إلى الإبقاء على نفس الالتزام إن لم يكن مضاعفته، من أجل الحد ، قدر الإمكان ، من انتشار الوباء، ومؤكدا أن الأمن الصحي للمواطن يظل “أولوية”.
وقال إنه بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تمكن المغرب من مواجهة هذا الفيروس من خلال تبني الإجراءات الصحية الملائمة، حاثا المواطنين ، في هذا الصدد ، على ارتداء الأقنعة الواقية بشكل صحيح في الأماكن المغلقة، وتهوية الفضاءات، والغسل المتواصل لليدين، واحترام التباعد المكاني.
وشدد على ضرورة أن “يؤكد المواطنون حس المسؤولية وروح الوطنية، لا سيما مع اقتراب عيد الأضحى عبر احترام البرتوكول الذي وضعته وزارة الصحة، موصيا إياهم بالتقليل ، كل ما أمكن ، من الاتصال بالأشخاص الأكثر تعرضا للإصابة، و اعتبر آيت الطالب أن العودة لقرار فرض الحجر الصحي “أمر صعب” بالنظر لتداعياته السلبية على كافة القطاعات النشطة، مضيفا أن المسؤولية الجماعية تبقى الحل الوحيد للخروج بأقل الأضرار من هذه الأزمة الصحية.