في خطوة تعكس تنامي جاذبية المغرب كمركز إقليمي لصناعة الطيران، قام وفد رفيع المستوى من شركة “إمبراير” البرازيلية، ثالث أكبر مُصنّع للطائرات التجارية في العالم، بزيارة رسمية إلى المملكة، في إطار متابعة مذكرة التفاهم الموقعة أواخر العام الماضي مع الحكومة المغربية.
وأكدت “إمبراير”، عبر بيان نُشر على موقعها الرسمي، أن هذه الزيارة تأتي لتقييم إمكانيات سلاسل التوريد المحلية، في ضوء ما وصفته بقاعدة صناعية مغربية “متطورة ومتنامية”، خصوصاً في مجالات الهياكل المعدنية والمكونات المركبة والتشغيل الآلي. وأشادت الشركة بكفاءة عدد من الموردين المغاربة الذين قد يندمجون قريباً في منظومتها الصناعية العالمية.
وقال روبرتو شافيز، نائب الرئيس التنفيذي للإمداد العالمي وسلاسل التوريد في “إمبراير”، إن المغرب “يمتلك صناعة طيران صاعدة بسرعة”، معرباً عن أمله في تحقيق “فوائد متبادلة من حيث الابتكار والنمو الاقتصادي، سواء على المدى القريب أو البعيد”.
وتغطي مذكرة التفاهم مجالات الطيران التجاري، والدفاع، والتنقل الجوي الحضري، وتهدف إلى إقامة منظومة صناعية متكاملة في المغرب تشمل التصنيع والصيانة والتكوين والبحث العلمي، مع التركيز على تطوير طيران نظيف ومستدام. ويُرتقب أن يسهم المشروع في خلق حوالي 1000 منصب شغل مباشر وغير مباشر بحلول عام 2035، مع تأثير اقتصادي محتمل يصل إلى مليار دولار.
من جانبه، صرّح وزير الصناعة والتجارة المغربي، رياض مزّور، بأن “الاتفاق يعكس قوة المنظومة الصناعية المغربية في قطاع الطيران، ويؤكد موقع المملكة كلاعب رئيسي على الصعيد الدولي”. أما الرئيس التنفيذي للطيران التجاري بـ”إمبراير”، أرجان ميجر، فاعتبر أن الشراكة تمثل “فرصة فريدة لإقامة علاقة طويلة الأمد مع صناعة طيران مغربية قوية”.
وفي الجانب الدفاعي، أشار بوسكو دا كوستا جونيور، رئيس “إمبراير” للدفاع، إلى اهتمام شركته بالتعاون مع القوات الجوية الملكية المغربية، مؤكداً أن طائرة النقل العسكري C-390 تُعد خياراً مثالياً لتعزيز قدرات المغرب في مجال النقل الجوي التكتيكي.
وتأتي هذه التحركات في سياق تصاعد اهتمام كبريات شركات الطيران العالمية بالمغرب، الذي بات يمثل منصة صناعية استراتيجية في قلب المتوسط، مدعومة بشبكة متطورة من البنيات التحتية وكفاءات تقنية متنامية.