في واقعة أثارت موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، تمكنت مصالح الأمن بمدينة فاس، مساء الأربعاء 23 أبريل، من وضع حدّ لتحركات شاب يبلغ من العمر 26 سنة، بعد أن تم رصده في شريط فيديو يوثق لحظة اعتداءه الوحشي على عامل نظافة في وضح النهار.
الفيديو، الذي انتشر كالنار في الهشيم، أظهر الشاب، وهو من ذوي السوابق القضائية، ينهال على الضحية بسلاح أبيض في شارع عمومي بمنطقة “زواغة”، دون أدنى اعتبار لحرمة الإنسان أو هيبة المدينة. مشهد أعاد إلى الأذهان تساؤلات حول دوافع العنف المجتمعي، وحدود الصبر الشعبي أمام مثل هذه التصرفات الإجرامية.
مباشرة بعد انتشار التسجيل، تحركت عناصر الشرطة بسرعة، مدعومة بمعطيات دقيقة وفّرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، لتحديد هوية المعتدي. لم يمر وقت طويل حتى تمكنت من توقيفه ووضعه تحت الحراسة النظرية، في انتظار ما ستكشفه التحقيقات من دوافع وخلفيات هذا التصرف الصادم.
النيابة العامة دخلت على خط القضية، وأعطت تعليماتها بفتح بحث دقيق وشامل للكشف عن تفاصيل الواقعة، بينما عبّر مواطنون عن ارتياحهم لتدخل الأمن السريع، وطالبوا بتشديد العقوبات في مثل هذه الحالات.
فاس، مدينة التاريخ والثقافة، ترفض أن تُربط بمشاهد العنف، وعيون سكانها ترنو إلى عدالة ناجزة ترد الاعتبار لعامل النظافة، وتبعث برسالة واضحة: الشارع العام ليس حلبة لتصفية الحسابات أو استعراض القوة.