أكدت ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأمريكي، على الإرادة المشتركة في مواصلة التعاون القوي بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب لدحر الجماعات الإرهابية، ولاسيما تنظيمي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وداعش.
وشكرت شيرمان، خلال زيارتها للمغرب أمس الثلاثاء، المغرب بوصفه شريكا يتمتع بالاستقرار ورافدا للأمن، على دوره القيادي فيما يتعلق بالمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ودوره الداعم داخل التحالف العالمي لهزيمة تنظيم “داعش”.
وتطرقت المسؤولة الأمريكية لمساهمة المملكة المغربية بصفتها رئيسا مشاركا لمجموعة “النقاش المُركَزة حول إفريقيا التابعة للتحالف”، وهي مجموعة تفكير تهدف إلى تبني نهج استشرافي واستراتيجي للتهديد الذي يشكله تنظيم داعش، فضلا عن استضافتها للاجتماع الوزاري المقبل للتحالف شهر ماي 2022.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أجرى مع نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، مشاورات سياسية ثنائية، إلى جانب ترأسهما لجلسة الحوار الاستراتيجي المغربي-الأمريكي حول القضايا السياسية الإقليمية.
وشكل هذا الاجتماع، مناسبة لإعادة التأكيد على التزام البلدين بالعلاقات طويلة الأمد، التي تعود إلى سنة 1787، وهي السنة التي تم فيها توقيع معاهدة السلام والصداقة المغربية-الأمريكية.
وأكد الجانبان على أن الشراكة الاستراتيجية الثنائية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية تقوم على المصالح المشتركة فيما يتعلق بالسلام والأمن والازدهار الإقليمي.
كما استعرض الطرفان مختلف مجالات التعاون المستقبلي في إطار الحوار الاستراتيجي بين الرباط وواشنطن.
وأكد ناصر بوريطة والسيدة ويندي شيرمان على الدور الريادي لجلالة الملك محمد السادس في تنفيذ أجندة إصلاحية كبرى.
وبهذه المناسبة، ناقش الجانبان أهمية تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، مع الاستفادة من الحوار المثمر الذي عُقد شهر شتنبر 2021 بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، الذي يعد بمثابة منصة رئيسية للنقاش حول كافة القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان.
وأبدى الجانبان، عزمهما على مواصلة التعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل السلام والاستقرار والتنمية في إفريقيا والأمن الإقليمي.
وشددت شيرمان على الدور الحاسم الذي تضطلع به المملكة المغربية في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، فضلا عن مساهمتها في عملية السلام بالشرق الأوسط.
واستحضر بوريطة والسيدة شيرمان الإعلان المشترك الموقع بتاريخ 22 دجنبر 2020 من قبل المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل، والذي يكرس الاعتراف الأمريكي بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على صحرائها، فضلا عن مناقشتهما لسبل تعزيز هذا التعاون.
وأعرب ناصر بوريطة والسيدة ويندي شيرمان عن دعمهما الثابت للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، السيد ستافان دي ميستورا، في قيادته للمسلسل السياسي المتعلق بالصحراء، تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأشارت شيرمان إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل اعتبار المخطط المغربي للحكم الذاتي جادا وواقعيا وذو مصداقية، باعتباره مقاربة تستجيب لتطلعات ساكنة المنطقة.
وأعربت شيرمان عن تقديرها لدعم المملكة المغربية الموصول لمناورات الأسد الإفريقي العسكرية متعددة الأطراف.
واستعرض الجانبان سلسلة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التعاون الأمني وحقوق الإنسان، وكذا القضايا الإقليمية المتعلقة بمنطقة الساحل وليبيا وأوكرانيا.
وفيما يتعلق بالقضية الليبية، أشادت السيدة شيرمان بالدور الإيجابي للمملكة المغربية وإسهامها المهم في دعم جهود الأمم المتحدة للدفع قدما بالعملية السياسية في ليبيا، وكذا احتضان المملكة المغربية للحوار الليبي.
كما جدد المسؤولان التأكيد على التزامهما الراسخ بسيادة ليبيا واستقلالها ووحدتها الترابية والوطنية، وكذا أولوية إجراء الانتخابات الوطنية في أقرب الآجال.