انطلقت فعاليات الدورة 17 من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، وسط أجواء من الحماس والتوقعات العالية.
غير أن إعلان أسعار تذاكر الدخول فاجأ فئة واسعة من المواطنين، بعدما قررت اللجنة المنظمة تحديد ثمن التذكرة في 40 درهماً للبالغين و10 دراهم للأطفال.
وفي حين تبرر الإدارة هذه الخطوة برغبتها في تنظيم عملية الولوج وضمان انسيابية الحركة داخل المعرض، يرى البعض أن السعر مرتفع نسبياً، خصوصاً إذا ما أُخذ بعين الاعتبار الطابع الجماهيري والتربوي للحدث، والذي يُفترض أن يظل متاحاً لشرائح أوسع من المجتمع، لا سيما من العالم القروي.
تذاكر إلكترونية وشبابيك متعددة وفرق تنظيمية كلها جهود محمودة، لكن، بحسب آراء زوار في أول أيام المعرض، فإن السعر الحالي قد يحول دون زيارة عدد من الأسر محدودة الدخل، التي تجد في مثل هذه التظاهرات فرصة نادرة للاطلاع، وربما حتى للحلم.
رغم هذا، لا يمكن إنكار حجم الزخم الذي يعرفه المعرض هذه السنة: أكثر من 1500 عارض من 70 دولة، فرنسا ضيفة شرف، وشعار بيئي قوي هو “الفلاحة والعالم القروي: الماء في صميم التنمية المستدامة”.
تقنيات حديثة، أروقة مقسمة بعناية، وندوات تناقش تحديات الماء والتغير المناخي… كلها عناصر تعزز مكانة المعرض كمنصة دولية رائدة.
لكن، وبغض النظر عن البريق والاحترافية، يظل السؤال مطروحًا: هل يحق لحدث بحجم هذا المعرض أن يُصبح نخبوياً في سعره؟ أم أن قيمته الحقيقية تتجلى في كونه مجالاً مفتوحاً لكل من يحمل شغف الأرض، مهما كان جيبه؟