تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن لاحتضان قمة إفريقية – أمريكية رفيعة المستوى في الفترة ما بين 9 و11 يوليوز الجاري، وسط تكهنات قوية بإمكانية مشاركة جلالة الملك محمد السادس في هذا الحدث الاستراتيجي، الذي يأتي في ظرفية إقليمية ودولية بالغة الحساسية.
وبحسب موقع Africa In French، فإن القمة التي ستمتد على مدار ثلاثة أيام ستجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخمسة من قادة الدول الإفريقية، لبحث ملفات استراتيجية تتعلق بالتعاون الاقتصادي والأمني، في ظل تصاعد أهمية القارة الإفريقية كشريك محوري في قضايا الأمن والتنمية على الساحة الدولية.
دعوة مفتوحة.. وانتظار التأكيد
رغم عدم صدور أي تأكيد رسمي من الرباط، فإن تداول اسم جلالة الملك محمد السادس ضمن قائمة القادة المدعوين أثار اهتماماً كبيراً لدى الأوساط الدبلوماسية، بالنظر إلى الوزن الإقليمي والدولي المتصاعد للمملكة، وكذا إلى عمق الشراكة الاستراتيجية المغربية-الأمريكية، التي شهدت تطوراً ملحوظاً منذ اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية سنة 2020.
وفي حال تأكدت مشاركة جلالة الملك، فستكون هذه أول زيارة إلى الولايات المتحدة منذ سنوات، ما سيمنح الحدث زخماً إضافياً، ويعكس المكانة المتقدمة للمغرب في هندسة التعاون الأمريكي-الإفريقي، خصوصاً في ملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية.
قمة أمنية – اقتصادية بامتياز
ومن المنتظر أن تشمل القمة جلسات مغلقة مخصصة لمناقشة مشاريع استثمارية ضخمة في مجالات البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا، إلى جانب بحث آليات جديدة للتنسيق الأمني في مناطق التوتر، خاصة في منطقة الساحل والصحراء، حيث يتزايد الحضور المغربي كفاعل محوري في دعم الاستقرار ومحاربة التطرف.
كما ستُطرح ملفات تتعلق بالتحول الطاقي، والوصول إلى الأسواق، ودعم قدرات دول الجنوب، في ظل منافسة دولية محتدمة على النفوذ داخل القارة السمراء، خاصة بين الولايات المتحدة والصين وروسيا.
المغرب.. الشريك الموثوق
وتراهن الإدارة الأمريكية على المغرب كحليف استراتيجي موثوق في شمال وغرب إفريقيا، بالنظر إلى موقعه الجغرافي، وتجربته في الإصلاح السياسي والاقتصادي، وتقدمه في ملفات الطاقات المتجددة، والرقمنة، والتعاون جنوب-جنوب.
وكانت الرباط قد أطلقت في السنوات الأخيرة مبادرات كبرى لتعزيز حضورها في إفريقيا، من ضمنها مشروع أنبوب الغاز النيجيري-المغربي، ومبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، وهو ما يضعها في موقع متقدم ضمن خريطة الشراكات الأمريكية في القارة.
الأنظار نحو الرباط
وفي انتظار الكشف عن لائحة القادة المشاركين بشكل رسمي، تبقى الأنظار موجهة نحو العاصمة المغربية، ترقباً لإعلان قد يؤكد – أو ينفي – مشاركة جلالة الملك محمد السادس في هذه القمة التي يُرتقب أن ترسم ملامح مرحلة جديدة في العلاقات الأمريكية الإفريقية، وتحدد طبيعة التحالفات المقبلة في جنوب الكرة الأرضية.