داخل مقر “دار الشباب” بتامسنا، أحد مراكز التلقيح ضد “كوفيد-19” بالمدينة، تعمل الدكتورة أمال الأولي، إلى جانب بقية زملائها، ضمن الطاقم الطبي المكلف بالسهر على حسن سير الحملة الوطنية للتلقيح.
هي إحدى “أبطال” الصفوف الأمامية الذين عملوا، دون كلل، ومنذ بدء الجائحة، في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، وتعمل اليوم ضمن الفريق الطبي المكلف بعملية التلقيح.
تؤكد الدكتورة أمال، الطبيبة بالمركز الصحي “تامسنا 1″، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن طبيعة عملها تفرض عددا من التضحيات، غير أنها تستطيع أن تعول كثيرا على دعم أسرتها الصغيرة والكبيرة، مما يمنحها طاقة أكبر لمزاولة مهنة توجد في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة.
في غمرة الحديث عن الأيام الأولى لتفشي الجائحة، تسترجع الدكتورة أمال، وهي أم لثلاثة أطفال، لحظات حاولت طرد ذكراها “المؤلمة” بابتسامة وهي تتذكر أنها كانت، في بداية الجائحة، تضطر لقضاء حوالي نصف الساعة داخل حديقة منزلها لتتخلص من بذلتها الطبية وباقي مستلزمات الوقاية من الإصابة بالوباء، مخافة نقل عدوى محتملة لباقي أفراد الأسرة.
“لم نكن نتوفر على معطيات بشأن الجائحة، لذلك كنا نشعر بالخوف من فيروس مجهول”، تتذكر الدكتورة صعوبات المرحلة، وهي التي التحقت بمركز إجراء فحوص الكشف عن الإصابة بالفيروس، في شهر ماي الماضي، في صفوف العديد من الهيئات المهنية بالمنطقة.
كذلك الأمر حين تتذكر، بمرارة، أنها لم تحتضن ابنتها الصغرى، وهي في ربيعها السابع، لمدة تفوق الشهر. تفاصيل صغيرة في الحياة اليومية، لكنها تترك أثرا بالغ المدى في ركن قصي من الذاكرة التي تتقاذفها إكراهات المعيش اليومي، من تنسيق بين المهام داخل المركز الصحي ومركز التلقيح، وبين دور الأم.
“لقد كان أكثر ما حز في نفسي خلال تلك المرحلة العصيبة، الخوف من إصابة أطفالها بالعدوى”، تردف بالقول، غير أن تلك المخاوف لم تنل من عزيمتها القوية من أجل مواصلة مزاولة عملها، في خدمة المواطنين.
ويجرها الحديث، بالنظر للوضع الصحي الراهن المرتبط ب”كوفيد-19″، إلى تسليط الضوء على طبيعة تنظيم العملية داخل مركز التلقيح، فيما يعمل الطاقم الطبي والتمريضي بشكل دوري من أجل تأمين حسن سير عملية التلقيح. هذه العملية تتم، تضيف الدكتورة، بتنسيق بين المندوبية الإقليمية للصحة ووزارة الداخلية، التي تقوم بتزويد مركز التلقيح بلوائح المواطنين.
وتوضحK في استعراضها لطبيعة العمل داخل مركز التلقيح، حيث يقوم الطبيب بطرح مجموعة من الأسئلة على الشخص الذي سيستفيد من التلقيح، من أجل الاطلاع على حالته الصحية، والكشف عن إمكانية وجود محاذير صحية لتلقي اللقاح. وتلاحظ الدكتورة أمال أن توسيع عملية التلقيح لتشمل فئات أكبر من المواطنين، يوازيها تزايد في عدد الأشخاص الذين يستفيدون من التلقيح، بالنظر لخصوصية الطبيعة الديمغرافية الفتية لمدينة تامسنا.
من جانب آخر، تضيف الطبيبة، ومن أجل ضمان استمرارية العمل داخل باقي المراكز الصحية بالمدينة، حيث يتعين تقديم الخدمات الصحية والعلاجية الاعتيادية لفائدة المواطنين، يتم تقسيم العمل بين مجموع الطاقم الطبي والتمريضي للتناوب، بشكل دوري، على العمل داخل مركز التلقيح.
تتذكر الدكتورة أمال، بنظرة قلقة، فترة إصابتها بالفيروس، خريف العام الماضي