في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التحول الرقمي في المغرب، ترأست وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفالح السغروشني، يوم الجمعة 14 فبراير 2025، فعاليات ملتقى الإدارة الرقمية، بحضور مسؤولين حكوميين، ممثلي الإدارات العمومية، والقطاع الخاص.
يأتي هذا اللقاء في سياق التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تسريع رقمنة الخدمات العمومية، انسجامًا مع استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، والتي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقاولات، وتعزيز موقع المغرب في التصنيفات الدولية المتعلقة بالحكومة الرقمية.
إطلاق البوابة الوطنية للخدمات الرقمية
أحد أبرز الإعلانات خلال الملتقى كان الإطلاق الرسمي للبوابة الوطنية للخدمات الرقمية، التي تم تطويرها لتكون منصة مركزية تجمع مختلف الخدمات العمومية الرقمية، مما يسهل على المواطنين والمقاولات الوصول إليها بطريقة سلسة وفعالة. وقد تم تصميم البوابة وفق مقاربة حديثة تعتمد على:
تبسيط ورقمنة المساطر الإدارية، بحيث يتمكن المرتفقون من إتمام الإجراءات بسرعة أكبر وبجهد أقل.
تطبيق أفضل الممارسات الدولية في تطوير المنصات الرقمية، مع ضمان قياس مستمر لرضا المستخدمين.
إنشاء نقطة ولوج موحدة للخدمات الرقمية، مما يسمح بجمع مختلف الخدمات في منصة واحدة واضحة وسهلة الاستخدام.
شبكة “رائد”: منصة لتعزيز التحول الرقمي
لم يكن تطوير البوابة الوطنية مجرد جهد فردي، بل جاء كثمرة تعاون جماعي عبر شبكة “رائد”، وهي تجمع يضم مديري التحول الرقمي في مختلف القطاعات الحكومية. وتعمل هذه الشبكة كمنصة لتبادل الخبرات والتجارب حول رقمنة الخدمات العمومية، حيث تم حصر أكثر من 650 خدمة إلكترونية متاحة حاليًا، سيتم دمجها تدريجيًا في البوابة الجديدة.
بوابة شاملة ومواكبة لاحتياجات الجميع
راعت البوابة احتياجات مختلف فئات المجتمع، إذ توفر أدوات مثل قارئ النصوص متعدد اللغات، وخيارات تعديل العرض لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى قناة تفاعلية تحت اسم “أعطِ رأيك”، التي تتيح للمواطنين تقديم ملاحظاتهم حول الخدمات الرقمية، مما يسمح بتحسينها باستمرار وفق احتياجات المستخدمين الفعلية.
نحو إدارات رقمية أكثر كفاءة
إلى جانب إطلاق البوابة، تسعى وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة إلى تعزيز شبكة مراكز القرب الرقمية، بهدف مساعدة المواطنين على إنجاز معاملاتهم الإدارية إلكترونيًا، وتقليل الفجوة الرقمية والجغرافية.
وفي سياق التحول الرقمي الأوسع، من المتوقع أن تصل تغطية شبكة الجيل الخامس (5G) إلى 25% من السكان بحلول 2026، و70% بحلول 2030، مع ضمان تغطية شاملة للمدن التي ستستضيف مباريات كأس العالم 2030.
بهذه الخطوات، يواصل المغرب مسيرته نحو مستقبل رقمي متكامل، يهدف إلى تسهيل الحياة اليومية للمواطنين، وتحقيق نقلة نوعية في كفاءة الإدارة العمومية.