نفى رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز حدوث أي تغيير في موقف إسبانيا من نزاع الصحراء لصالح المغرب، قائلا إنه “نفس موقف الحكومات السابقة، حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو (الاشتراكية) وحكومة ماريانو راخوي (المحافظة)، وقال سانشيز في حوار مع قناة “تيلي سينكو”، إن موقف حكومته من قضية الصحراء يتوافق مع مواقف بعض الدول مثل الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا وفرنسا الداعي إلى دعم مساعي الأمم المتحدة، وضرورة أن يحظى كل حل بقبول الأطراف المعنية والتوافق بشأنه.
وشدد سانشيز على تمثيلية جبهة البوليساريو، فيما تجنب طيلة حديثه ذكر مصطلح الحكم الذاتي، وهو عنوان المقترح الذي تقدمه الرباط حلا لقضية الصحراء، وبناء على تنبني اسبانيا له أعادت الرباط تطبيع علاقاتها مع مدريد.
وأشاد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بسياسة الهجرة مع المغرب، وقال إن “الحديث عن الهجرة مع المغرب يجب أن يعني أيضًا وضع نفسك في مكانهم وإدراك أنهم يعانون أيضًا من هذا التحدي”.
وأكد سانشيز في لقاء صحافي أن طريق غرب البحر الأبيض المتوسط، الذي يفصل المغرب عن إسبانيا هو “الطريق الوحيد الذي ينخفض” من حيث أرقام الهجرة غير النظامية، في حين أن بعض الطرق تعرف تزايدا مقلقا للهجرة غير النظامية، وعلى رأسها الطريق نحو إيطاليا.
وقال “عندما يفكر المرء في الهجرة، من الضروري التفكير في أن المغرب يعاني منها أيضًا” لكون منطقة الساحل غير مستقرة، حيث يُلاحظ التدهور المؤسسي والانقلابات، ما يدفع العديد من الأشخاص للبحث عن مستقبل أفضل، ليس فقط في اوروبا ولكن ايضا في دول افريقية مثل المغرب.
سانشيز الذي تهرب من الحديث عن الظروف التي أدت إلى “مأساة مليلية” في العام الماضي ولقيت تنديدا واسعا، وصف الحادث بأنه “مأساوي” وشدد على ضرورة اتخاذ “كل الوسائل حتى لا تتكرر مثل هذه الدراما مرة أخرى”.
ومقابل تأكيده أن أصل “المأساة” هو حالة عدم الاستقرار التي تعيشها بعض البلدان الإفريقية، والمحاولة اليائسة للبحث عن مستقبل أفضل، أشاد سانشيز بالتعاون في مجال محاربة الهجرة غير النظامية مع المغرب وموريتانيا والسنغال والجزائر، التي تؤدي إلى انخفاض أرقام الهجرة، متأسفا لصعوبة القضاء النهائي على الظاهرة.
ولفت المتحدث إلى أنه خصص “ساعات طويلة” للعلاقة الثنائية بين إسبانيا والمغرب، وأن دولًا أخرى، من بينها إيطاليا ، وليبيا، وتونس، واليونان، وتركيا تعتبر هذه العلاقة “استراتيجية” وتجربة جيدة للتصدير إلى العديد من البلدان.
ومن جهة أخرى، نفى بيدرو سانشيز، حدوث تغيير في موقف إسبانيا فيما يتعلق بالمغرب والصحراء، مؤكدا أن إسبانيا تحتفظ “بنفس الموقف” بشأن الصحراء، وهو موقف “متوافق تمامًا” مع الأمم المتحدة، وهو نفس موقف الحلفاء الدوليين مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا والولايات المتحدة.
وفي سؤال عما إذا كان هذا التغيير في الموقف مرتبطًا باختراق هاتفه المحمول ببرنامج “بيغاسوس”، أجاب سانشيز بأن هذه الفكرة من “الشرور” التي يطرحها اليمين وبعض وسائل الإعلام المحافظة، والتي تروج لوجود بعض المعلومات على هاتفه والتي أضعفت موقف إسبانيا، يتم استخدامها بطريقة “خبيثة”، و هو سبب تغيير الموقف بشأن الصحراء.
كما اشتكى سانشيز من ترويج أن السبب وراء تغيير الموقف الإسباني من الصحراء هو انتماء زوجته لشبكة لتهريب المخدرات في المغرب.