جدد رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إدريس الأزمي الإدريسي، دعوته لرئيس الحكومة، عزيز أخنوش، للكشف عن موقفه إزاء استفادته من الدعم العمومي المخصص لمشروع تحلية مياه الدار البيضاء، وبيان ما إذا كانت شركته ستستفيد من التخفيض الضريبي المقرر من 35% إلى 20%.
وخلال الملتقى الجهوي للهيئات المجالية الذي عُقد بمدينة الدار البيضاء يوم الأحد 2 فبراير 2025، أكد الأزمي أن على رئيس الحكومة التوقف عن التهرب من الإجابة على هذه الأسئلة الجوهرية، بدلاً من الاكتفاء بإرسال الوزراء للتحدث بالنيابة عنه أو الإدلاء بتصريحات عامة. وشدد على أن الأمر يستدعي مواجهة المواطنين بشكل مباشر.
وقال الأزمي إنه من الضروري أن يصدر رئيس الحكومة بلاغًا رسميًا بشأن هذا الدعم، بدلاً من التقليل من شأنه من خلال تصريحات الوزراء التي تشير إلى أن الدعم موجود منذ عام 1995. وأوضح أن الجميع على علم بوجود هذا الدعم، لكن السؤال الحقيقي يكمن في “هل سيستفيد منه رئيس الحكومة أم لا؟”.
وفي رده على تصريح رئيس الحكومة الذي اعتبر صفقة تحلية المياه “مغامرة”، أشار الأزمي إلى أنه من الصعب أن تفوز أي مقاولة مغربية بصفقة ضخمة مثل صفقة تحلية المياه التي تُقدر قيمتها بـ 650 مليار سنتيم، والتي حصل عليها رئيس الحكومة، لافتًا إلى أن الأصعب كان منح صفقة “الفيول” للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بقيمة 244 مليار سنتيم، والتي بدت أسهل على رئيس الحكومة.
وذكر الأزمي أن مثل هذه الصفقات لم تكن ممكنة في عهد الحكومة السابقة، حيث كانت هناك محاولات للاستفادة من الامتيازات، لكنها لم تنجح بسبب وجود حكومة سياسية حقيقية تدرك أهمية الشرعية الشعبية.
وتابع الأزمي مهاجمًا سياسة الحكومة الحالية، مؤكدًا أنها تضر بالاقتصاد الوطني، إذ لا تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي ولا تلبي تطلعات المواطنين. كما أشار إلى أن الحديث عن “الدولة الاجتماعية” أصبح مجرد شعار فارغ في ظل التراجع الواضح في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم.
وفي ختام حديثه، أكد الأزمي أن الحكومة لم تقدم حلولًا حقيقية للمشاكل التي يعاني منها المواطنون، بل تركز على التسويق السياسي بدلًا من تقديم إنجازات ملموسة. وطالب رئيس الحكومة بمصارحة المواطنين والرد المباشر على الأسئلة المتعلقة بالدعم والضرائب، بدلًا من اللجوء إلى المناورات والتبريرات.