مع حلول فصل الشتاء، تشهد حالات الإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية لدى الرضّع ارتفاعًا ملحوظًا، حيث يتسبب الفيروس التنفسي المخلوي (VRS) في حالات شديدة تتطلب أحيانًا نقل الأطفال إلى المستشفيات، هذه الوضعية دفعت أقسام طب الأطفال إلى العمل تحت ضغط كبير لتلبية احتياجات المرضى.
تواجه أقسام طب الأطفال، خاصة في مدينة الدار البيضاء، صعوبات كبيرة في التعامل مع العدد المتزايد من الحالات الحرجة. الأعراض تشمل السعال المستمر وصعوبات في التنفس، مما يجعل العديد من الحالات بحاجة إلى عناية طبية مستعجلة.
ووفقًا للدكتور عبد السلام رزقي، رئيس قسم حديثي الولادة في إحدى المصحات، فإن “ذروة الإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية سُجلت خلال شهر يناير، مع ارتفاع مقلق في عدد الحالات الحرجة، خاصة بين الرضّع الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر”.
وأضاف الدكتور أن الطواقم الطبية تسعى لإعادة تنظيم مسارات الاستشفاء وإضافة أسرّة جديدة لمواجهة التدفق الكبير، مع تعزيز التعاون بين مختلف المؤسسات الصحية لضمان توفير الرعاية اللازمة.
من جانبه، يؤكد الدكتور أيمن آيت حاج قدور أن الأطفال، بالإضافة إلى الفيروس التنفسي المخلوي، معرضون بشكل كبير للإصابة بالأنفلونزا وفيروس الأنف خلال فصل الشتاء.
ويشدد على أهمية استشارة الطبيب فور ظهور أعراض مثل السعال المستمر، ارتفاع درجة الحرارة، فقدان الشهية، أو صعوبة التنفس.
ولتفادي الإصابة، يوصي الخبراء بتجنب الاتصال مع المرضى، تهوية الغرف بانتظام، تحسين نظافة اليدين، وتلقيح الأطفال المعرضين للخطر ضد الأنفلونزا.
هذه التدابير الوقائية تُعد ضرورية لحماية الأطفال وتقليل العبء على النظام الصحي الذي يعاني من ضغط كبير خلال هذه الفترة الحرجة.