في الاسواق، والشوارع، والاحياء، والمدن المغربية، تعكس فترة موسم عيد الأضحى بوضوح، تتزين الأسواق بالأضواء والألوان، وتعبق برائحة الأغنام والماعز، مخلوطة بحركة المتسوقين والباعة. وسط هذا الحركة والنشاط، ، يجد “جلول” نفسه تائها في السوق، عالقا بين تصوراته لشراء الأضحية وبين ضغط الحياة اليومية.
على الرغم من أن الأسواق تزدحم بالزبائن، فإن هناك فئة من الناس، مثل “جلول”، يفضلون تأجيل شراء الأضحية إلى اللحظة الأخيرة.
دراسة ميدانية أظهرت أن 24% من الأسر تقتني الأضاحية قبل يوم أو يومين من العيد، وهو ما يشكل تحولًا عن الممارسة السابقة التي كانت تشتري فيها الأضاحي بفترة أطول.
من بين الباعة والمشترين، يبرز مصطفى، الإطار التربوي، الذي اختار خروفًا من سلالة الصردي، وهي السلالة الأكثر طلبًا وغالية الثمن. بحكم خبرته، اختار خروفه بعناية قبل شهر من العيد، لتجنب ارتفاع الأسعار في اللحظة الأخيرة.
إلى جانب الأسواق التقليدية، تتجه بعض الأسر نحو “فنادق الخرفان”، المستودعات المجهزة لاستقبال الأضاحي، خاصة الأسر التي تفتقر إلى مساحة كافية في المنزل.
ومع ازدياد الطلب على الأضاحي، بات اللجوء إلى الاستيراد ضروريًا لاحتواء غلاء الأسعار. يوسف وعبد العالي استوردا سلالات جديدة من الأغنام من إسبانيا، ليعرضاها بأسعار معقولة في السوق المحلية.
على الرغم من التحولات في شراء الأضاحي، فإن البعد الديني لا يزال له وزنه الخاص. يسعى الناس، مثل مصطفى، دومًا لاقتناء الأضحية التي تتمتع بالمواصفات الدينية والصحية المناسبة.
وبين من يتمسكون بالتقاليد ومن يبتكرون طرق جديدة للاحتفال، تبقى روح التضامن والعيش المشترك هي السمة المميزة لموسم الأضاحي في المغرب.
هكذا، يستمر الناس في البحث عن الخروف المثالي، سواء في الأسواق الصاخبة أو في المستودعات المخصصة، محتفلين بعيد الأضحى بروح السلام والتضامن والفرحة.