في قلب العاصمة الرباط، حيث تتلاقى السياسة بالرياضة والثقافة بالإعلام، انطلقت أشغال المؤتمر الدولي السابع والثمانين للصحافة الرياضية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور شخصيات وازنة من مختلف أرجاء المعمور.
هذا الحدث، الذي تنظمه الجمعية الدولية للصحافة الرياضية، يُقام للمرة الثانية فوق تراب المملكة المغربية، ويُعد مناسبة لاختبار مكانة الصحافة في زمن التحولات العميقة، لا سيما في علاقتها بالرياضة والشباب.
جاني مورو، رئيس الجمعية الدولية، وقف إلى جانب فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في لحظة بدت كأنها إعلان رمزي عن التقاء الإرادة الدولية بالروح الوطنية.
وفي كلمته، لم يتردد لقجع في التعبير عن قناعته الراسخة بأن الصحافة الرياضية ليست مجرد انعكاس للمباريات أو وصف للنتائج، بل هي “أحد المكونات الرئيسية في المنظومة الرياضية”.
من الملاعب إلى المنابر، ومن الحلبات إلى العناوين، يؤكد تاريخ الجمعيات الرياضية أن انبثاقها لم يكن بمنأى عن عدسة المصور وعمود الصحفي. “بفضل صورة، أو تحليل، أو تغطية صحفية”، كما قال لقجع، تحوّلت لحظات رياضية عابرة إلى ذاكرة جماعية، وإلى مسارات مؤسِّسة لوعي جماهيري.
في زمن تتقاذفه أمواج الشبكات الاجتماعية وتضيع فيه البوصلة بين المعلومة والإشاعة، تأتي الصحافة الرياضية لتعيد تشكيل العلاقة بين الشباب والمعنى. إنها الأقرب إليهم، لا لأنها تواكب فرقهم المفضلة، بل لأنها تشاركهم الحلم والخيبة، اللحظة والانتماء.
لقجع لم يُخفِ إعجابه بمحاور المؤتمر التي تغوص، حسب تعبيره، في “عمق الإشكالات الراهنة”، مؤكداً أن النقاش في هذه الظرفية ليس ترفاً، بل ضرورة ملحّة لإعادة تعريف أدوار الصحافة الرياضية في زمن التحوّل.
وفي ختام كلمته، وجّه رئيس الجامعة رسالة ترحيب حارة باسم المملكة المغربية، مذكّراً بأن الاستقبال وكرم الضيافة ليسا فقط من تقاليد المغاربة، بل هما امتداد طبيعي لرؤية ملكية سامية تجعل من الانفتاح والتعاون ركيزتين للدبلوماسية الرياضية.