كشفت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأنه جرى الخميس 12 شتنبر الجاري، تسجيل حالة إصابة مؤكدة بمرض جدري القردة (إم-بوكس) في المغرب، وأوضحت الوزارة، أن الحالة تم اكتشافها ضمن البروتوكول الصحي المعتمد في المملكة منذ بدء هذا الإنذار الصحي العالمي، حيث خضع المصاب للرعاية الصحية اللازمة في أحد المراكز الطبية المتخصصة بمدينة مراكش، وهو في حالة صحية مستقرة لا تستدعي القلق.
ووفق الوزارة، يتلقى المصاب الرعاية الطبية المناسبة وفقاً للإجراءات الصحية المعتمدة، ويخضع للمراقبة الطبية الدقيقة لضمان استقرار حالته، كما تم تفعيل إجراءات العزل الصحي والمتابعة الطبية اللازمة وفقًا للمعايير الصحية الوطنية والدولية.
ومباشرة بعد التوصل بنتائج التحاليل المخبرية للحالة المؤكدة، أردف البلاغ، باشر المركزان الوطني والجهوي لعمليات طوارئ الصحة العامة، بالإضافة إلى فرق الاستجابة السريعة، التحريات الوبائية المعتمدة من أجل حصر لائحة جميع المخالطين للمصاب، بغية مراقبتهم واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تفشي الفيروس، وفقاً لمعايير السلامة الصحية الوطنية والدولية. ولم تظهر على المخالطين أية أعراض، حتى الآن.
وأكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أنها ستستمر في التواصل مع الرأي العام الوطني، وإخباره بكل المستجدات المتعلقة بالوضع الوبائي بانتظام، كما دأبت على ذلك منذ بداية هذا الإنذار الصحي العالمي.
ودعت الوزارة المواطنين إلى الاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة وتجنب نشر الشائعات أو المعلومات غير المؤكدة، مع الالتزام بالتدابير الوقائية الموصى بها؛ مثل غسل اليدين بانتظام، وتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين أو المشتبه في إصابتهم، والحرص على النظافة الشخصية.
من جهته أوضح الدكتور معاد المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تفاصيل جديدة حول تفشي مرض جدري القردة. وأكد الدكتور المرابط أن هناك نوعين رئيسيين من المرض، حيث أن الحالة التي تم رصدها في المغرب تتعلق بالنوع الثاني، الذي انتشر عالميًا على مدى السنوات الأخيرة.
وذكر في هذا السياق أن الوضع الوبائي يشير إلى وجود تباين بين الأنواع المنتشرة، حيث سجلت الولايات المتحدة الأمريكية 200 حالة من النوع الثاني في شهر يوليو، بينما سجلت المملكة المتحدة 66 حالة، وإسبانيا 20 حالة، وفرنسا 12 حالة.
وأضاف الدكتور المرابط أن الوضع الوبائي الآخر، المتعلق بالنوع الأول (1-B)، يثير قلقًا دوليًا، وهو منتشر بشكل خاص في جمهورية الكونغو وبعض الدول المجاورة. وأوضح أن النوع الأول يتميز بانتشار أكبر ويشكل تهديدًا أكبر مقارنة بالنوع الثاني، والذي يتمركز حاليًا في العديد من الدول الأخرى. وبالرغم من خطورة النوع الأول، أكد المرابط أن الحالة التي تم اكتشافها في المغرب لا تتعلق بهذا النوع، بل هي مرتبطة بالنوع الثاني الذي يشهد انتشارًا أوسع.
و طمأن الدكتور المرابط المواطنين بأن الوضع في المغرب تحت السيطرة، حيث أن النوع الثاني، الذي يرتبط بالانتشار العالمي، هو الذي يشكل التهديد الرئيسي حاليًا. وأكد أن الوزارة تقوم بمتابعة الوضع عن كثب وتعمل على اتخاذ التدابير اللازمة لضمان صحة وسلامة المواطنين.