لم يكن رحيل الحارس أنس الزنيتي عن فريق الرجاء الرياضي خطوة متوقعة، خاصة وهو الحارس الأساسي الذي دافع عن شباك القلعة الخضراء لسنوات. جاء هذا القرار وسط الموسم، مما أثار تساؤلات عديدة حول الأسباب والدوافع التي جعلته يغادر الفريق في هذه المرحلة الحساسة.
عانى الزنيتي خلال هذا الموسم من ضغوط متزايدة، سواء بسبب تراجع أدائه نتيجة بعض الأخطاء الحاسمة في المباريات أو بسبب العلاقة المتوترة مع الجماهير، التي لم تتردد في التعبير عن استيائها عبر الانتقادات الحادة. هذه الأجواء المشحونة كانت كفيلة بالتأثير على أي لاعب، وبالنسبة للزنيتي، يبدو أن هذه الظروف قد وصلت إلى مستوى لم يعد يُحتمل.
قرار الزنيتي بالانتقال إلى نادي الوصل الإماراتي لم يكن مجرد صفقة انتقال عادية، بل كان تعبيرًا عن رغبة في الهروب من بيئة أصبحت ضاغطة ومحبطة. العرض الإماراتي جاء كطوق نجاة، يمنحه فرصة لاستعادة الثقة والهدوء بعيدًا عن الضغوط المستمرة في الرجاء، سواء من المدرجات أو وسائل الإعلام.
ما حدث بين الزنيتي والجماهير يُعيد طرح السؤال: هل كانت هناك إمكانية لإصلاح العلاقة بين الحارس والفريق؟ ربما لو كانت هناك مبادرات لإعادة بناء الثقة، سواء من خلال الإدارة أو الطاقم الفني، لكان الوضع مختلفًا. لكن يبدو أن الفجوة التي تشكلت بسبب الانتقادات المستمرة وصمت الإدارة كانت أكبر من أن تُسد.
في النهاية، يمكن النظر إلى خطوة الزنيتي من زاويتين: فمن جهة، هي انتقال احترافي يمنحه فرصة للتألق في بيئة جديدة، ومن جهة أخرى، قد تُفسر كهروب من مواجهة تحديات كانت تتطلب صبرًا وتحملًا أكبر.
رحيل الزنيتي عن الرجاء يترك تساؤلات عديدة حول تأثير الضغوط الجماهيرية والإعلامية على اللاعبين، ويؤكد أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل ساحة مليئة بالتحديات النفسية التي قد تدفع اللاعبين أحيانًا إلى اتخاذ قرارات جذرية.