تستعد كرة القدم الإفريقية لدخول عام 2025 برؤية واضحة نحو التميز والتألق على المستويين القاري والعالمي. إنها ليست مجرد روزنامة مزدحمة بالبطولات، بل فرصة حقيقية لتعزيز مكانة القارة في مشهد كرة القدم العالمية.مع انطلاق بطولة أمم إفريقيا للمحليين (شان) في فبراير 2025، تُفتتح سلسلة من المنافسات التي تُبرز التنوع والتميز في الكرة الإفريقية. تنظيم مشترك بين كينيا، تنزانيا وأوغندا لهذه البطولة يمثل تأكيدًا على رغبة الكاف في تعزيز التعاون الإقليمي وإبراز المواهب المحلية.
البطولة الأهم، كأس أمم إفريقيا للرجال، التي ستقام في المغرب أواخر العام، تعد بمنافسة شرسة بين أقوى منتخبات القارة. وبينما تستعد المنتخبات الرجالية لإثبات جدارتها، فإن المنتخبات النسائية ستأخذ المشهد في يوليوز بمسابقة كأس أمم إفريقيا للسيدات، التي تعكس التطور الكبير في كرة القدم النسائية بالقارة.
عام 2025 سيكون أيضًا فرصة لاكتشاف نجوم المستقبل. بطولتا كأس أمم إفريقيا تحت 17 و20 عامًا تمثلان نافذة للجيل القادم من اللاعبين لإثبات قدراتهم. هذه المنافسات لا تقتصر على التتويج القاري، بل تُعد تأشيرة للتأهل إلى بطولات كأس العالم للفتيان والشبان، ما يجعلها ذات أهمية مزدوجة.
على مستوى الأندية، لا تقل الأهمية عن المنتخبات. عصبة أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية ستواصلان تقديم المتعة والإثارة لعشاق الكرة الإفريقية، بينما ستشهد كأس السوبر الأفريقي مواجهة الأبطال في مباراة حاسمة.
لكن التحدي الأكبر للأندية الإفريقية سيأتي في يونيو، عندما تنافس أندية مثل الأهلي المصري، والترجي التونسي، والوداد المغربي، وماميلودي صن داونز في كأس العالم للأندية. مواجهة أندية عالمية بحجم مانشستر سيتي وريال مدريد تُبرز طموحات الأندية الإفريقية في ترك بصمة دولية.
مع كل هذه البطولات، يُطرح سؤال مهم: هل تستطيع إفريقيا استغلال هذه الزخم لتطوير كرة القدم في العمق؟
التحدي لا يقتصر فقط على المشاركة، بل يمتد إلى تحسين البنية التحتية، وتعزيز كفاءة الأجهزة الفنية، والاستثمار في الفئات العمرية الصغرى.
عام 2025 ليس مجرد عام رياضي، بل اختبار حقيقي لإمكانيات القارة وقدرتها على التحليق بعيدًا في سماء كرة القدم العالمية. النجاح لن يقاس فقط بعدد الكؤوس، بل بمدى استمرارية التأثير والنهوض بالرياضة في إفريقيا.