يفتح فيلم “أنيمال” للمخرجة اليونانية صوفيا إكسارشو نافذة على العالم الداخلي الحميم لصناع الفرجة الذين يشدون على جروحهم في صمت، لأن العرض يجب أن يستمر.
آلام وتجارب شخصية مريرة يتجرعها رجال ونساء خلف الكواليس من خلال فرقة استعراضية ينحدر أفرادها من عدد من بلدان أوروبا الشرقية، لكن الأنين يتوقف حين يحل موعد الصعود على المنصة حيث صناعة الفرحة والتسلية واجب ثقيل لا فكاك منه.
تغوص المخرجة بالمشاهد في عمق ذوات مهشمة وبورتريهات مأزومة تغالب محنها الصامتة من أجل كسب رزق يسمح بالبقاء تحت قيض الموسم الصيفي في جزيرة يونانية.
لا كلام يجدي في التعبير عن الآلام، لذلك تراهن الرؤية الإخراجية على لغة الجسد الذي لا تخفى ندوبه حتى وهو في ذروة الإيقاعات الراقصة، وعلى اللقطات المقربة من وجوه كايلا، نجمة الفرقة، وإيفا، وغيرهما من أجل رسم الصورة المحجوبة لعالم الليالي السياحية الاحتفالية.
يكرس فيلم “أنيمال” (116 دقيقة، 2023)، الذي حل بسلا في عرضه الدولي الأول، طابع التنوع الذي يسم برمجة المسابقة الروائية لمهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة، حيث تتوالى من خلال العروض قطع من بانوراما لمصائر نسائية معقدة في فضاءات اجتماعية مختلفة، تقاربها كاميرات بعيون نسائية أيضا.
الفيلم الذي يعد إنتاجا مشتركا (اليونان، النمسا، رومانيا، قبرص، بلغاريا) هو الثاني لصوفيا إكسارشو التي كانت قد عرضت فيلمها الطويل الأول “بارك” سنة 2016 في مهرجانات من قيمة تورونتو وسان سيباستيان.
يذكر أن مسابقة الأفلام الروائية تعرف مشاركة 10 أفلام طويلة أمام لجنة تحكيم ترأسها المخرجة المغربية مريم التوزاني بعضوية المخرجة المجرية أنييس كوسيش، والممثلة البوركينابية أوديل سانكارا، والمصرية هنا شيحة، والمخرجة الفرنسية فلور ألبير