كشفت مصادر اسبانية، أن الزيارة المرتقبة لبيدرو سانشيز رئيس الحكومة الاسبانية رفقة خوسيه مانويل وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، حدد لها موعد هذا الأسبوع، حيث سيجتمع جلالة الملك محمد السادس برئيس الوزراء الإسباني ووزير الخارجية على مائدة الإفطار الرمضانية، بعد مباحثات جمعت جلالة الملك برئيس الحكومة الاسبانية على إثر الرسالة الموجهة الى جلالة الملك تؤكد من خلالها الحكومة الاسبانية على دعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية و تدعو للعمل على مرحلة جديدة و غير مسبوقة من العلاقات المغربية الاسبانية، قبل أن تبلغ السلطة التنفيذية في مدريد الملك فيليب السادس بجميع تفاصيل المحادثة التي جمعت رئيس الوزراء الإسباني والملك محمد السادس”.
وذكرت المصادر، أن وزيرا خارجية المغرب و اسبانيا اتفقا على اجتماعات لتحديد جدول أعمال الزيارة، للإعداد لقمة عليا مشتركة بين البلدين، التي تأجلت بسبب ظروف فيروس كورونا العام الماضي، وأيضا بسبب أزمة استقبال زعيم جبهة البوليساريو في إسبانيا قصد العلاج.
و أشار سانشيز، على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنه وضع في حديثه مع جلالة الملك محمد السادس “خارطة طريق تعزز المرحلة الجديدة بين بلدين متجاورين، شريكين إستراتيجيين، على أساس الشفافية والاحترام المتبادل والامتثال للاتفاقيات”.
من جهتهم شدد وزراء إسبان على أهمية خارطة الطريق الجديدة التي توافق عليها المغرب وإسبانيا، والآفاق التي تفتح لمواصلة تطوير علاقات التعاون بين البلدين الجارين والصديقين، حيث دافعت وزيرة السياسة الإقليمية والمتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، إيزابيل رودريغيز، عن إطلاق « خارطة الطريق الجديدة » لضمان استقرار العلاقات الثنائية وتقدمها.
وأكدت رودريغيز في تصريحات لوسائل إعلام، أن العهد الجديد الذي يدشنه البلدان « مهم » للمضي قدما بالعلاقات الثنائية، ليس فقط في المجال الثقافي والقرب والجوار، ولكن أيضا في المجال الاقتصادي، تدبير تدفقات الهجرة ومكافحة الإرهاب، وشددت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية أن « مرحلة جديدة من الأمل تنطلق بين البلدين لإعطاء بعد أكثر شمولية لعلاقات حسن الجوار والتعاون ».
و رحب وزير الرئاسة الإسبانية فيليكس بولانوس، بتصميم البلدين على تدشين « مرحلة جديدة من التعاون والشراكة والتوافق والوفاء »، مشددا على أهمية توثيق شراكة متينة مع المغرب، وسجل بولانوس أن الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى المغرب، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ستكون « نقطة انطلاق » علاقة متجددة « سنبدأ قريبا في جني ثمارها ».
وأوضح الحسن عبيابة الأستاذ الجامعي، على أن الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز للمغرب، على إثر الدعوة التي وجهها إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ستدشن مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين، واعتبر عبيابة، أن هذه المرحلة الجديدة في العلاقات بين المغرب وإسبانيا ستنعكس على المنطقة برمتها، كما ستؤسس لمعادلات جيوسياسية جديدة في المستقبل القريب.
وأكد أن المحادثات الهاتفية، التي أجراها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مع رئيس الحكومة الإسبانية، شكلت “جوابا قويا” عن مضمون الرسالة التي وجهها بيدرو سانشيز في 14 مارس الجاري، بما سيجعل الشراكة بين البلدين قائمة على الاحترام والثقة المتبادلة والتعاون الصريح والصادق.
و اعتبر عبيابة قرار إسبانيا الداعم للحكم الذاتي في الصحراء المغربية “قرارا تاريخيا” نظرا للحمولة السياسية التي يتضمنها، و أوضح أن “الأهمية الاستراتيجية لهذا القرار تكمن في أن معالجته جاءت من مستويات عليا سيادية، انطلقت من خطاب جلالة الملك محمد السادس في 20 غشت 2021، الذي يمكن اعتباره مرجعا ومؤسسا لعودة العلاقات مع إسبانيا”، مشيرا إلى أن إسبانيا أدركت أن “المغرب كدولة صاعدة ستكون ضمن القوى المؤثرة في غرب الأبيض المتوسط، وفي القارة الإفريقية”.