وصلت حصيلة القتلى في صفوف المهاجرين غير النظاميين أثناء محاولتهم اقتحام مدينة مليلية المحتلة إلى 23، وكشفت مصادر رسمية، أن5 مهاجرين من الذين اقتحموا السياج الحدودي للمدينة لقوا مصرعهم، مساء السبت، بعدما أعلنت إسبانيا أن أكثر من ألفي مهاجر حاولوا اقتحام مليلية المحتلة، حيث تعد المدينة نقطة عبور للمهاجرين الأفارقة نحو أوروبا، وعقب محاولة الاقتحام، أفادت الرباط بمصرع 18 مهاجرا ينحدرون من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وإصابة عشرات آخرين، وفي صفوف أفراد الأمن المغربي، و أعلنت سلطات مليلية، أن 130 مهاجرا على الأقل تمكنوا من دخول المدينة أثناء الاقتحام.
و أثني حزب الأصالة والمعاصرة، على ما وصفها بـ “المسؤولية والاحترافية” التي تم بها تدخل القوات العمومية المغربية، لمنع المهاجرين غير النظاميين من جنوب الصحراء اقتحام السياج الحديدي الفاصل بين المغرب ومدينة مليلة المحتلة، وقال الحزب المشارك في الحكومة، في بيان صادر عنه، إن هذا التدخل “تم في إطار احترام تام لكل القوانين والمواثيق الحقوقية، والاتفاقيات الدولية، وفي استحضار كامل للظروف الإنسانية الصعبة التي يمر منها هؤلاء المهاجرين”.
وكانت عملية التدخل التي تمت يوم الجمعة 24 يونيو الجاري قد خلفت مصرع 18 مهاجرا من جنوب الصحراء، وعدة جرحى وإصابات في صفوف المهاجرين وعناصر القوات العمومية.
وأعرب الحزب عن “أسفه البالغ على ما آلت إليه هذه الأحداث، ويترحم على أرواح من قضوا فيها، ويتمنى الشفاء العاجل للمصابين والجرحى”، وأضاف البيان أن الحزب “يتفهم اضطرار السلطات العمومية لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف عملية الاقتحام، في إطار المسؤوليات الملقاة على عاتقها في حفظ الأمن العام”.
وأكد على “ضرورة تحمل كل الأطراف المعنية بملف الهجرة لمسؤوليتها، بما في ذلك الشركاء الدوليون، ولاسيما في تحمل أعباء استقبال و تيسير إدماج المهاجرين الوافدين على بلادنا”.
وشدد البيان على ضرورة تعبئة كل الموارد و الإمكانيات لـ “التصدي بحزم قوي لشبكات الاتجار في البشر والتي تقع عليها المسؤولية الأساسية في ما حدث بالناظو، و كذا تيسير سبل إدماج المهاجرين و تمكينهم من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الأساسية لتحريرهم من قبضة وإغراءات هذه الشبكات الاجرامية”، وأدان الحزب ما وصفها بـ “محاولات استغلال هذه الأحداث المأساوية للنيل من سمعة بلادنا و دورها الريادي في القارة الإفريقية في مجال سياسة الهجرة”.
و حمل حزب التجمع الوطني للأحرار، مسؤولية محاولة اقتحام مهاجرين غير نظامين، منحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء لمليلية المحتلة، “لشبكات تهريب البشر”، مشيرا أنها “تستغل الظروف الاجتماعية لمواطني بعض بلدان إفريقيا جنوب الصحراء”.
وعبر الحزب في بيان صادر عنه عقب حادث محاولة اقتحام مهاجرين لمليلية، ما خلف مقتل 18منهم، عن تضامنه الإنساني “مع الضحايا والجرحى من أفراد القوات العمومية”، وكذا “ضحايا شبكات التهريب والاتجار في البشر”.
ودعا السلطات وكل القوى بالمغرب إلى “التصدي الحازم لمثل هذه الأفعال”، معتبرا أنها ” تستهدف النيل من بلادنا والتشويش على تراكمها الإيجابي في معالجة قضايا الهجرة”، ومشددا “على ضرورة توخي اليقظة والتجند لصد هذه المناورات مهما كان مصدرها”.
وجدد تأكيده “على البعد الإنساني الذي تنهجه بلادنا في التعاطي مع ملف الهجرة، وحرصه على التعبئة لصد كل المحاولات التي تستهدف التشويش على بلادنا”، كما عبر عن اعتزازه، “بالشراكة الاستراتيجية التي تجمع المغرب بالمملكة الإسبانية والمبنية على الثقة والتعاون”.
وقالت وزارة الداخلية المغربية، إن 18 مهاجرا لقوا حتفهم أثناء محاولتهم عبور الحدود إلى جيب مليلية الإسباني بشمال إفريقيا يوم أمس الجمعة، بعد مناوشات عنيفة استمرت ساعتين بين مهاجرين وقوات حرس الحدود وأدت أيضا إلى إصابة العشرات، على خلفية اقتحام نحو ألفي مهاجر سياجا عاليا يحيط بالجيب، ما أدى إلى وقوع اشتباكات مع قوات الأمن حيث تمكن أكثر من 100 مهاجر من العبور من المغرب إلى مليلية، وعلى مدى السنوات العشر الماضية أصبحت مليلية وسبتة، نقطة جذب للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا ومعظمهم من الدول الواقعة جنوب الصحراء.