في قلب مدينة سلا، يمتد مركز الإدماج والمساعدة بالتشغيل على مساحة 7 هكتارات، ليشكل نموذجًا فريدًا في دعم وتمكين الأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية.
المركز، التابع للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين والذي تم تدشينه عام 2016 ضمن مشاريع مؤسسة محمد الخامس للتضامن، يعمل على تغيير الصورة النمطية تجاه هذه الفئة ويثبت قدرتها على العمل والمساهمة بفعالية في المجتمع.
ويعتمد المركز على ست ورشات متخصصة تهدف إلى تدريب وإدماج المستفيدين في سوق الشغل، وهي: المطعمة، والفلاحة، والحلويات والمخبوزات، وفضاء البيع، وإصلاح الكراسي المتحركة، وتلفيف المنتجات الفلاحية.
من خلال هذه الورشات، يحصل المستفيدون على التدريب اللازم، بالإضافة إلى فرص العمل التي تمنحهم دخلًا شهريًا مع التغطية الصحية والاجتماعية.
قصص المستفيدين من المركز تُبرز التحول الإيجابي الذي يُحدثه في حياتهم. حمزة، الذي تحدى إعاقته الذهنية ليصبح نادلًا في المقهى، يقول بابتسامة عريضة: “أحب عملي هنا، وأشعر بالفخر بقدرتي على خدمة الآخرين”.
ويُقدّم المركز دعمًا متكاملًا للمستفيدين، يشمل، أجور شهرية، وتغطية صحية واجتماعية، وتأمين ومواكبة نفسية واجتماعية، وخدمات النقل المجاني بين منازلهم والمركز.
في الضيعة الفلاحية التابعة للمركز، تُنتج الخضر والفواكه البيولوجية التي تُعبأ وتُعرض للبيع داخل المركز. محمد، أحد العاملين في هذه الضيعة، يقول: “نفخر بأن منتجاتنا خالية من المواد الكيميائية، ونساهم في توفير غذاء صحي”.
ويعمل المستفيدون في المخبزة وورشة الحلويات كخلية نحل، فيما يتعاون آخرون على إصلاح الكراسي المتحركة لذوي الإعاقات الحركية بالمجان. هذا الجو العائلي يغمر الزائر بمشاعر إيجابية تنبع من روح الفريق والانسجام بين العاملين.
هذا، ويعد مركز الإدماج والمساعدة بالتشغيل في سلا نموذجًا يحتذى به في مجال دعم الأشخاص في وضعية إعاقة، حيث يثبت أن هذه الفئة قادرة على الإبداع والعمل بجد، إذا أتيحت لها الفرصة. المركز ليس فقط مكانًا للعمل، بل هو فضاء يعزز الثقة بالنفس ويمنح الأمل في غدٍ أفضل.