شهدت تقنيات المهن الشبه الطبية، تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، بدور تكميلي لبعض التخصصات الطبية الهامة، بالنظر للتكامل الذي تحققه في بعض المسارات العلاجية
وتستند العلاجات التي توفرها التخصصات شبه الطبية، من قبيل الترويض الفيزيائي والعلاج الحسي الحركي، وتقويم النطق أو التخاطب، إلى تشخيصات طبية يحددها أطباء متخصصون، تتداخل فيما بينها، وقد تقترن بعلاجات أخرى، أهمها المواكبة النفسية.
وتعتمد هذه العلاجات اعتبارا لدورها التكميلي، على بروتوكول متكامل ومتعدد الحلقات، وتشترط لنجاحها تواصلا مستمرا بين الطبيب الأخصائي الذي يشخص الحاجة إلى هذا النوع من العلاجات، وبين الأخصائيين شبه الطبيين، إلى جانب الأسر، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال
وحسب أخصائية العلاج الحسي الحركي، سلمى بركاش، فإن هذا التخصص يركز على الربط بين الجوانب النفسية والحركية والإدراكية، في محاولة للتنسيق بين الحركات بعد فهم صحيح للصورة الكاملة للجسد، اعتمادا على وسائل متنوعة
وبخصوص أهمية هذا التخصص في بعض المسارات العلاجية، توضح سلمى بركاش، أن العلاج الحسي الحركي يساعد على تطور ونمو الطفل من خلال إدراكه للحركة قبل القيام بها، واكتساب مهارات الحركة الشاملة والدقيقة، فضلا عن التموقع أو التركيب المكاني والزماني، بواسطة الإدراك ثم التقليد
وأضافت أن مجال اشتغال المعالج الحسي الحركي يشمل الأطفال في حالة تأخر النمو، أو الإصابة بإعاقة ذهنية أو حركية، أو حتى الكبار الذي يعانون من بعض الأمراض، من قبيل الباركنسون، حيث يرتكز العلاج على مساعدة المريض على استعادة بعض المهارات الحركية التي فقدها بسبب المرض، كالمشي وصعود الدرج، فضلا عن الاشخاص المصابين بعسر الكتابة أو القراءة
وأكدت أنه لا يمكن الاشتغال بمعزل عن المواكبة الطبية للطبيب الأخصائي الذي حدد مسار العلاج مسبقا، وكذا المواكبة النفسية المطلوبة لدى المستفيدين من العلاج، بالنظر لأهميتها في تحديد أرضية أو سياق للعمل، انطلاقا من تشخيص نفسي للحالة موضوع العلاج، كما تساهم في طرح آليات لتجاوزها ومعالجتها
وسجلت أن نجاح العلاجات يقتضي تجاوب الطفل أو الشخص المستفيد من العلاج، وكذا انخراط الأسرة بشكل كامل، عن طريق تحفيزه على القيام بتمارين منتظمة يحددها المعالج، مبرزة أن النتائج تختلف حسب الحالات، وتبقى أيضا رهينة باستعداد المعالج وإصراره على تحقيق نتائج ملموسة
وبدورها، أكدت أخصائية تقويم النطق، زينب المغلي، الأهمية التي يكتسيها تخصص تقويم النطق، باعتباره يتيح علاج كافة الاضطرابات المرتبطة بالنطق، سواء تعلق الأمر بالأطفال أو الكبار، مبرزة أن نجاعة هذا النوع من العلاج تتعدى تصحيح بعض الاختلالات العضوية، وتمتد لتشمل الاضطرابات النفسية التي تصاحب هذه الاختلالات، لا سيما بفضل المواكبة النفسية التي يستفيد منها في معظم الحالات الأشخاص الخاضعين للتقويم
واعتبرت أن علاج اضطرابات النطق يستند إلى عمل تكاملي بين الطبيب الذي يقوم بعملية التشخيص وبين المتخصص في هذا النوع من العلاج، وكذا المعالج النفسي، علاوة على التواصل مع الوسط المدرسي والعائلي
وأبرزت في هذا الصدد أن نجاح مخطط العلاج يشترط انخراط كافة المتدخلين في تفعيل مخطط العلاج، وتوفر الأدوات الضرورية والملائمة للميحط الذي يحتضن الشخص الخاضع للعلاج، مشددة على ضرورة