في خطوة تعكس ولاءهم الديني للمغرب، خالف مسلمو مدينتي سبتة ومليلية الإعلان الرسمي الإسباني عن نهاية شهر رمضان، وقرروا الاحتفال بعيد الفطر يوم الاثنين، تماشياً مع رؤية الهلال التي أعلنتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، بينما احتفل مسلمو باقي مناطق إسبانيا بالعيد يوم الأحد وفق إعلان المفوضية الإسلامية في البلاد.
التزام بالرؤية المغربية رغم القرار الإسباني
أعلنت المفوضية الإسلامية في إسبانيا (CIE) مساء السبت أن أول أيام عيد الفطر سيكون يوم الأحد، بناءً على “رؤية الهلال المعتمدة في عدة دول”، ما دفع مسلمي إسبانيا إلى الإفطار وأداء صلاة العيد في المساجد والمصليات صباح الأحد.
لكن في سبتة ومليلية، المدينتين الخاضعتين للسيادة الإسبانية، اختارت الجالية المسلمة الالتزام بتقويم المملكة المغربية، حيث أتموا صيام يوم الأحد واحتفلوا بالعيد يوم الاثنين، وفق ما أكدته وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية (EFE).
وقالت الوكالة إن مسلمي المدينتين “يتبعون الأحكام الدينية الصادرة عن المغرب”، في تأكيد على استمرار ارتباطهم الديني بالمملكة، رغم سيادة إسبانيا على المدينتين.
بين الرؤية المغربية والاتباع السعودي
على عكس مسلمي سبتة ومليلية، تتبع أغلب الهيئات الإسلامية في إسبانيا مواعيد الصيام والإفطار وفق ما تعلنه المملكة العربية السعودية، ما يضمن توحيد مواعيد الشعائر الدينية بين الجاليات المسلمة من جنسيات مختلفة. لكن في المدينتين الحدوديتين، تظل رؤية المغرب للهلال هي المرجعية الأساسية لمسلمي المنطقة.
حضور ديني مغربي قوي في المدينتين
بحسب الإحصاءات الرسمية الإسبانية، يعيش في سبتة نحو 35 ألف مسلم من أصل 84 ألف نسمة، بينما يبلغ عدد المسلمين في مليلية 31 ألفاً من إجمالي 78 ألف نسمة، وغالبيتهم من أصول مغربية.
ويعكس هذا الارتباط الديني المتواصل الدور الذي تلعبه الرباط في دعم النشاط الديني في المدينتين، إذ كشف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، أحمد التوفيق، في 2018 أن المغرب يتكفل بتمويل جميع مساجد سبتة البالغ عددها 17، إضافة إلى 34 من أصل 42 مسجداً في مليلية.
كما تتكفل السلطات المغربية بدفع رواتب 95 موظفاً دينياً في سبتة و58 في مليلية، بمن فيهم الأئمة والخطباء والمؤذنون، برواتب تتراوح بين 500 و6000 درهم شهرياً، وهي أرقام تفوق في بعض الحالات ما يتقاضاه نظراؤهم داخل المغرب نفسه.
دلالات الموقف الديني لمسلمي المدينتين
قرار مسلمي سبتة ومليلية بالاحتفال بعيد الفطر وفق التقويم المغربي ليس مجرد اختلاف ديني، بل يعكس بوضوح متانة الروابط الدينية والثقافية التي تجمع سكان المدينتين بالمغرب، في سياق سياسي يظل مشحوناً بين الرباط ومدريد حول وضعية المدينتين.