احتضنت مدينة بالرباط اليوم ندوة اقتصادية كبرى بعنوان “كأس العالم 2030: فرص الأعمال في المغرب للشركات الإسبانية”، بمشاركة نخبة من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال المغاربة والإسبان، بهدف استكشاف الفرص الاستثمارية التي يوفرها تنظيم هذا الحدث العالمي في المملكة.
انطلقت أشغال الندوة بجلسة افتتاحية رسمية حضرها السيد إنريكي أوجيدا فيلا، سفير إسبانيا في المغرب، إلى جانب السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، السيد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة المغربي، والسيدة أمبارو لوبيز سينوفيلا، كاتبة الدولة الإسبانية للتجارة.
وفي كلمته، أكد رياض مزور على أهمية الحدث كفرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين المغرب وإسبانيا، مشيرًا إلى أن البنية التحتية الرياضية والاقتصادية التي سيتم تطويرها استعدادًا للمونديال ستفتح آفاقًا واسعة للاستثمارات الأجنبية، خاصة في مجالات البناء والسياحة والتكنولوجيا.
شهدت الجلسة المؤسسية الأولى، التي حملت عنوان “كأس العالم 2030: رافعة للاقتصاد المغربي وإشعاعه الدولي”، مشاركة خبراء ومسؤولين رفيعي المستوى، حيث تم تسليط الضوء على متطلبات الفيفا للبلدان المضيفة، ودور الشركات الإسبانية في دعم الاستعدادات لهذا العرس الكروي.
وقدم المتحدثون، ومن بينهم السيد علي صديقي، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، والسيد رافائيل لوزان، رئيس الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم، رؤى حول كيفية استغلال الحدث لتعزيز التنمية في المغرب، مستفيدًا من التجربة الإسبانية في تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى.
كما ناقشت الجلسات الأخرى مجالات الاستثمار المتاحة، حيث شدد السيد بابلو كوندي دياث ديل كورال، المدير العام لتدويل الشركات في ICEX، على أن كأس العالم 2030 يمثل فرصة ذهبية لشركات المقاولات الإسبانية الراغبة في توسيع أنشطتها في السوق المغربي، لا سيما في قطاعات البنية التحتية والنقل والضيافة.
واختُتمت الندوة بجلسة نقاش مفتوحة أدارته السيدة زبيدة الفاتحي، الصحفية ومديرة النشرة الزوالية بالتلفزيون المغربي، حيث تفاعل الحاضرون مع مداخلات المسؤولين والخبراء حول الاستعدادات الجارية والآفاق المستقبلية.
الحدث حظي بدعم عدد من الجهات الراعية، من بينها الاتحاد الأوروبي، وزارة المالية الإسبانية، معهد التجارة الخارجية الإسباني (ICEX)، COFIDES للاستثمار والتنمية، CESCE لتأمينات النجاح، مجموعة فنادق بارسيلو، ورابطة الدوري الإسباني (LaLiga)، ما يعكس الاهتمام الكبير بهذا المشروع المشترك بين المغرب وإسبانيا.
بنجاح هذه الندوة، يؤكد المغرب وإسبانيا عزمهما على تحويل كأس العالم 2030 إلى أكثر من مجرد تظاهرة رياضية، بل إلى منصة لتعزيز الاستثمارات والتعاون الاقتصادي المستدام بين البلدين، ما يمهد الطريق لشراكات استراتيجية طويلة الأمد في مختلف القطاعات.