بعد قرابة السنة من الإضراب المستمر، توصل طلبة كليات الطب في المغرب إلى اتفاق تاريخي مع الحكومة، وضع حداً لأطول أزمة طلابية في تاريخ التعليم الطبي بالمملكة.
الاتفاق جاء بعد مفاوضات مطولة بين اللجنة الوطنية لطلبة الطب ووزيري التعليم العالي والصحة، برعاية وسيط المملكة، وأسفر عن تحقيق مكاسب جوهرية للطلبة تهدف إلى تحسين جودة التكوين الطبي وتعزيز حقوقهم.
أحد أبرز البنود التي تضمنها الاتفاق هو التراجع عن قرار تقليص مدة التكوين من سبع إلى ست سنوات. وبموجب هذا الاتفاق، سيخضع جميع الطلبة، بمن فيهم المنتمون للدفعات الجديدة، للنظام السابق. كما تم السماح لطلبة الفوج 2023-2024 بإجراء تداريب سريرية اختيارية تصل مدتها إلى سنة كاملة، مع منحهم إشهادات رسمية عن كل فترة تدريب.
الاتفاق نص أيضاً على إلغاء نقطة الصفر للطلبة الذين لم يجتازوا الامتحانات، واستبدالها بالنقاط المحصلة في الامتحانات الاستثنائية التي ستُجرى قبل فاتح يناير. وتم تأجيل مباراة الداخلية إلى شهر أبريل المقبل، مع رفع عدد المناصب المتاحة لهذه المباراة ولمباراة الإقامة، لتفادي ضغط تزامن دفعتين من الطلبة.
ضمن الاتفاق مراجعة كافة العقوبات التأديبية الصادرة بحق الطلبة الموقوفين، كما تعهدت الإدارة بإعادة تفعيل مكاتب ومجالس الطلبة شريطة تسوية وضعها القانوني في غضون ستة أشهر.
وحقق الطلبة زيادات مهمة في التعويضات الشهرية، تراوحت بين 1200 و2400 درهم حسب السنة الدراسية، مما يساهم في تحسين وضعهم المالي خلال فترة التكوين.
ولمعالجة مشكلة الاكتظاظ، تعهدت الحكومة بتوسيع الطاقة الاستيعابية للكليات وإحداث مؤسسات جديدة، إضافة إلى تخصيص مناصب مالية إضافية لتوفير تدريب عملي كافٍ للطلبة.
ويذكر أن هذا الاتفاق يمثل محطة فارقة في تاريخ الحركات الطلابية بالمغرب، ويؤكد أن الحوار البناء يمكن أن يسهم في تحقيق مطالب مشروعة، مما يعزز الاستقرار داخل مؤسسات التعليم العالي.