توفي إلى رحمة الله السياسي والنقابي محمد نوبير الأموي، اليوم بعد أن تم نقله إلى إحدى مصحات الدارالبيضاء، وكان قد أجرى الأسبوع الماضي عملية جراحية.
ويذكر أن “محمد نوبير الأموي” مؤسس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT) وكاتبها العام، من مواليد سنة 1936 بملكو نواحي بن أحمد في إقليم سطات.
درس في كُنّاب لتحفيظ القرآن ثم التحق بمدرسة في الدار البيضاء، وتابع دارسته في جامعة ابن يوسف بمراكش ثم بجامعة القرويين بفاس.
بدأ مدرسا للمرحلة الابتدائية ثم التحق بعد سنوات بشعبة التفتيش التربوي.
انخرط الأموي مبكرا في حزب الاستقلال الممثل للشريحة الكبرى من الحركة الوطنية في عهد الاستعمار الفرنسي، وبمجرد التحاقه بالتعليم، انضم إلى النقابة التاريخية التي شكلت آنذاك الجناح النقابي للحركة الوطنية (الاتحاد المغربي للشغل).
اختاره الزعيم المهدي بن بركة مسؤولا عن اللجنة العمالية بالرباط في 1963. وبدأت في هذه المرحلة قصة الأموي مع الاعتقالات في ذروة الاستقطاب بين الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والسلطة.
وفي 26 نونبر 1978 تأسست الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وأصبح الأموي زعيما لها.
وبعد إضراب 1981 الذي واجهته السطات بعنف، سُجن الأموي لعامين ما عزز مكانته في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وفي عام 1990 أعلنت الكونفدرالية والاتحاد العام للشغالين بالمغرب إضرابا عاما.
سنة 1992، رحل اسم الأموي إلى خارج الحدود مع محاكمة شهيرة له في دعوى رفعتها عليه الحكومة على خلفية حديث لصحيفة الباييس الإسبانية وصف فيها الوزراء بأنهم “لصوص” حسب دفاع الحكومة، وصدر في حقه حكم بالسجن سنتين نافذتين. لكن صدر في حقّه عفو ملكي بعد أربعة عشر شهراً من الاعتقال.
وبانتقال حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى المشاركة في الحكم سنة 1998، بدأت هوة الخلاف تتسع بين الجناح النقابي للأموي والتوجه السياسي للحزب، مما أسفر في النهاية عن انشقاق جديد لأنصار الكونفدرالية بقيادة الأموي في اتجاه دعم حزب جديد هو حزب المؤتمر الوطني الاتحادي.
في نونبر 2018، ترك منصبه ككاتب عام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وحلّ محله مساعده عبد القادر الزاير.