وسط تزايد الاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، كشفت تقارير إعلامية أن شركة “أوبن إيه آي” تتعاون منذ فترة مع المصمم الشهير جوني آيف، مبتكر جهاز “آيفون”، لتطوير جهاز ذكي جديد يُتوقع أن يحدث نقلة نوعية في طريقة تفاعل الناس مع الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية.
ورغم التكتم حول تفاصيل هذا الابتكار، تشير المعطيات إلى أن الجهاز لا يحتوي على شاشة، ولا يُرتدى كساعة أو شارة زينة، ما يعزز التكهنات حول تصميمه المبتكر والبعيد عن النماذج التقليدية كالنظارات الذكية أو مكبرات الصوت.
ويقول كايل لي، أستاذ التكنولوجيا في جامعة “نيو سكول”، إننا “لم نصل بعد إلى مرحلة دمج حقيقي للذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية، أيًا كان شكل الجهاز المستخدم”، مشيرًا إلى أن الباب ما زال مفتوحًا أمام جيل جديد من الأجهزة.
أما روب هاورد، من شركة “Innovating with AI”، فيرى أن “السؤال الأهم ليس كيف سيبدو الجهاز، بل هل ستصممه الشركات بما يلائم حاجات المستخدم اليومية؟”.
ويستحضر المتابعون فشل جهاز “AI Pin” الذي أطلقته شركة “هيومين” الناشئة عام 2024، والذي رُوِّج له على أنه قفزة في الذكاء الاصطناعي المحمول. لكنه سرعان ما خرج من السوق بسبب سعره المرتفع (699 دولارًا) وضعف أدائه.
في المقابل، تتسابق شركات كبرى على تصدر المشهد الجديد. شركة “ميتا” تراهن على النظارات الذكية من طراز “راي بان”، بينما تركز “أوبن إيه آي” على جهاز وظيفي “مكمل” لا يقتصر على الشكل، بل يطمح لأن يكون قلب منظومة الذكاء الاصطناعي المستقبلية.
“غوغل” هي الأخرى أعلنت، في مايو الماضي، عن تطوير نظارات “XR” التي تمزج بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي، بينما تواصل “أمازون” تحديث منظومتها الصوتية “إيكو” بتقنيات ذكاء اصطناعي جديدة، خاصة في أداة “أليكسا”.
غير أن غياب شركة “آبل” عن هذا المشهد يثير التساؤلات. ويقول المحلل أوليفييه بلانشار من “Futurum” إن “آبل تأخرت عن اللحاق بركب الذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم أن بإمكانها أن تكون صاحبة الريادة”. ويضيف أن الشركة تراهن حاليا على هاتف “آيفون” كمنصة للذكاء الاصطناعي، وهو ما أكده العرض الأخير في مؤتمر المطورين العالمي، حيث تم الكشف عن سلسلة من التحديثات الذكية للهاتف الشهير.
ويتوقع الخبراء أن يكون “آيفون” هو الوحدة المركزية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في منظومة “آبل”، بقدرات قوية حتى في حال عدم الاتصال بالإنترنت أو بالخوادم السحابية.
في خضم هذا السباق المحموم، يرى المحلل بن وود أن المنافسة ستكون شرسة، “لأن عدد الأجهزة التي يمكن حملها أو ارتداؤها محدود”، بينما يرى جوليان كودورنيو، النائب السابق لرئيس “فيسبوك”، أن “أوبن إيه آي هي الجهة الوحيدة التي تملك القدرة على تنفيذ هذا النوع من المشاريع الثورية بفعالية”.
المشهد إذن في حالة مخاض، والجهاز الجديد المنتظر من “أوبن إيه آي” قد يعيد تشكيل علاقة الإنسان بالذكاء الاصطناعي كما فعل “آيفون” سابقًا مع الهواتف الذكية.