في تصعيد جديد يهدد بتوسيع رقعة النزاع بين إسرائيل وإيران، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الإثنين 16 يونيو، بتهديد صريح بتدمير مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية، في خطوة أثارت قلقًا داخليًا ودوليًا واسعًا.
وقال كاتس في بيان رسمي إن “بوق الدعاية والتحريض الإيراني على وشك أن يختفي”، مؤكدًا أن عملية إجلاء السكان من محيط الهيئة الإعلامية في شمال شرق طهران قد بدأت بالفعل، ما ينذر بضربة وشيكة على واحد من أبرز الرموز الإعلامية للنظام الإيراني.
في ذات السياق، أطلق الجيش الإسرائيلي تحذيرًا عبر منصة “إكس” باللغة الفارسية، دعا فيه سكان “المربع 3” — وهو حي راقٍ في شمال شرق العاصمة الإيرانية — إلى الإخلاء الفوري، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية “ستعمل خلال الساعات القادمة في المنطقة”، كما فعلت سابقًا في أنحاء متفرقة من طهران لاستهداف منشآت عسكرية إيرانية، بحسب تعبيره.
وتزامنًا مع هذه التهديدات، أفادت وسائل إعلام إيرانية أن مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون قد تعرض بالفعل لضربة إسرائيلية. وأكد مراسلو وكالة فرانس برس في طهران سماع دوي انفجارات قوية هزّت أرجاء العاصمة.
وتكتسب المنطقة التي دعا الجيش الإسرائيلي إلى إخلائها حساسية خاصة، إذ تضم إلى جانب هيئة الإذاعة والتلفزيون، أربعة مستشفيات على الأقل، ومراكز طبية، ومقرًا للشرطة، بالإضافة إلى عدد من السفارات الخليجية، بينها سفارات قطر وسلطنة عمان والكويت، فضلاً عن مكاتب منظمات دولية كالأمم المتحدة ووكالة فرانس برس نفسها.
ويُذكر أن القوات الإسرائيلية أعلنت في وقت سابق من اليوم أنها “حققت تفوقًا جويًا كاملاً في سماء طهران”، ما يفتح الباب أمام عمليات أكثر جرأة وخطورة قد تجر المنطقة إلى مزيد من التصعيد والانفجار.
التطورات المتسارعة في هذا الملف تعكس حجم التوتر المتراكم بين البلدين، وسط غياب أفق لحوار سياسي، وتهديد مستمر بانزلاق نحو مواجهة مفتوحة قد تكون عواقبها وخيمة على المنطقة بأكملها.